فرااااااغ

فرااااااغ

السبت، 21 يناير 2012

قراءة في نص قلم رصاص / نعيم الأسيوطي / عايده بدر




قراءة في نص  قلم رصاص / نعيم الأسيوطي / عايده بدر

http://kanadeelfkr.com/vb/showthread.php?p=152852#post152852


القراءة / عايده بدر

هو ينزف وجعاً رغم كون قلبه صنع من رصاص أو هكذا يخيل للجميع لكن روحه لم تزل كما هي كما خلقها ربها اول مرة بنقاء لونها الأخضر الضارب في جذور الجرف .....

حين اختلط بالطين نزف وجعا لم يلحظه أحد ... حين رسم خطوط العمر خطا موازيا و آخر متقاطعا لم يدرك أن التقاطع ربما يعني انفصال خط واحد ليصبح خطين قبل أن تتشكل الخطوط لتصنع إناء يسع ذكريات العمر التي تعتمل في نفسه بلا هوادة فيلقيها في الاناء ... فتخرج إحداها مذكرة إياه أن يتوقف .......فقد تآلمت الذكريات بحرقة ما يصبه هو في الإناء و رغم أن يده مبتورة لكنها تعرف جيدا كيف تعيد تشكيل الخطوط لتعيد تشكيل الاناء حتى يتسع لهذه الذكريات ... ما بال الذكريات لا تحمل إلا الألم ألا يفتش عن أفضلها ........و ترسم خطوطا جديدة متعرجة لحياة لا يعلم الآتي منها كيف يكون .....
لم تفلح الشمس أن تسكت ألم الذكريات التي انسابت فملئت الإناء و فاضت فأغرقت روحه بعد أن شكلت يده المبتورة خطوط حياته الجديدة المتعرجة و الأن فلينزف دمه كما يشاء له الوجع و ليشرب منه هذا الممتلىء ألما و ذكرى ... ليفيق الرصاص ... و ينظر لنفسه ...فيصرخ في صمت مرير : سني مكسور ... عارٍ بلا جسد ... ألا من مغيث.............................

أستاذنا
نعيم الأسيوطي
لوحة أخرى من لوحاتك ... و أنين آخر لهذا الشامخ
" القلم الرصاص "
دراما قصصية حركية– في رأيي المتواضع – فإن هذه القصة تنتمي إلى القصة الحركية كما أراها تزاوج بين فن القصة و فن المسرحية فتخرج لنا هذا النوع من قصة الدراما المسرحية حيت الحركة هي التيمة الرئيسية للنص ... فقد استعار النص هنا من الشكل المسرحي اهتمامه بالحركة فكل ما في النص متحرك غير ثابت و التركيز على الضوء و الظل و استدعاء الشخصيات الرمزية و تضافر كل هذا مع التيمة المعروفة للقصة من الوصف و الإهتمام بالتفاصيل و اللجوء إلى استخدام الرمز و إسقاطه بطريقة تجعل التأويل هنا متعدد الجوانب فتتيح للمتلقى أن يبحث وراء الرمز و لهذا فقد خرج هذا النص أشبه بلوحة مسرحية قصصية ...

الراقي
نعيم الأسيوطي
تأخرت نعم عن " قلم رصاص " و لكن نصوصك حين أقوم بزيارتها
ينبغي لي الاستعداد أولا و شحذ الفكر حتى أستطيع أن أدعي ولوجي لقلب النص ... و يبقى العمل الجيد في نظري هو ما يستفز المتلقي سواء استفز عقله أم استفز روحه و يجبره على التعامل مع الرمز وجها لوجه فإن أصاب فله الثواب و إن أخطأ فله أجر المحاولة ............

تقديري لممتع ما يخطه قلمك
عايده

27 / 12 / 2009

قراءة في نص : ضحكت و ضحك ظلي معي // كاظم الشويلي // عايده بدر





قراءة في نص : ضحكت و ضحك ظلي معي // كاظم الشويلي // عايده بدر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ القراءة // عايده بدر

ضحكت و ضحك ظلى معى
عنوان زاخر بكل ما سيأتى فى النص من تفاصيل
ضحكت من نفسى و غربتى عن واقعى و كأن هذا لسان حال البطل:

 ".... انفصل عني ظلي ........... نعم انفصل وصرنا اثنين , أصبت بالدهشة و الحيرة .....
 وهل ينفصل ظل الإنسان عنه ؟!! نعم : ينفصل أو يتواري في حالة الظلام و يختفي و هو داخل البنايات , لكن الذي حدث في تلك الظهيرة أثار عجبي و اندهاشي , لم اسمع و لم أر أن ظل الإنسان ينفصل عن صاحبه "
و على نفس الوتيرة نرى البطل محدثا نفسه : حين إنفصل ظلى عنى كنت أنا أيضا منفصل عن عالمى الكبير ،، أعيش داخل نفسى ،، مالي و الدنيا و ما يجري فيها ،، صامت مكتفى باللافعل دائما:
" منذ ولادتي و أنا صامت , أحيا في دهاليز من الصمت .
سألته مستغربا :
- و ماذا حدث حتى تتركني أيها الظل العزيز دون وداع ؟ أنا لم اخدش مشاعر أي مخلوق في الدنيا, عد لرشدك .....
مد يده اليسرى و اتكأ بها على شجرة رمان فارعة الطول و طفق يحدثني بأسى , و نشيجه يرتفع كطفل بريء : -
- مللتك , كرهتك ......... أنا يا سيدي ثورة , و هدير أمواج ثورتي تجرفني للتمرد عليك, , أنا لا ادعي ذلك عبثا أو غرورا فأنا أحمل هما يكبر عمري بعشرات العصور , أنت خاو يا سيدي لا أسمع منك سوى عويل الرياح و صمت الأموات ......"


لذلك كان الإستغراب من إنفصال الظل عن البطل ليس من الفعل نفسه
هو إستغراب فقط مما يحدث بدليل أن البطل إستكمل رحلته مع ظله حتى النهاية ،
و فى منولوج ثائر نرى البطل و قد تنحى للظل عن دوره ليتخذ مقعد المستمع
و يصبح الظل هنا هو سيد الموقف ،، حين يواجه البطل بحقيقته و يقدم له مبرارت إنفصاله عنه :
"ثم توقف الظل عن الحركة و اطرق برأسه إلى الأرض فرأيت دموعه تتساقط لتنبت في الأرض سنابل وورودا ثم انشأ يقول بهمس و كأنه يحدثني شعرا : -
- من يعزف لي على أوتار الثورة ؟ من يرتل لي موشحات الفتوحات الأولى فتطرب الدنيا من حولي و تفوح صدى الأغنيات , و كأنني أصغي لضحكة الجبل و دندنة السماء , و المح رقصة الوادي و ابتسامة الحياة ؟ والجرح الأندلسي مازال ينزف في صدري و قرطبة و غرناطة ما زالتا تغوران في الأفول , دعني أصغ لتغريد البلابل , دعني ارسم أمنياتي على بياض الثلج و استنشق عبير الورود و اسأل النرجس و السوسن عن سر خجله و نسيم الصباح عن سر عذوبته ,
ثم قفز ظلي الى غصن الشجرة ممسكا بيديه ويلوح بقدميه ، قائلا :
- دعني انطلق و اكتشف أسرار ثورتي العارمة , ها أنا ذقت طعم الحرية , سأخلع عن رقبتي طوق الذل المكسور , و ارفع في سماء ثورتي قصورا من ياقوت و لولؤ و محار لكل فقراء الله , وسأنطلق أعدو نحو مملكة الرجال مترنما بأناشيد الحب 

."
ثم تأتى خاتمة القصة فى شكل مفارقة قوية يوظفها الكاتب بطريقة رائعة حين يتحول الظل سيد الموقف الى أداة لإيقاظ البطل الغافل عما يدور حوله و أن تشكل فى صورة الماء الذى يفيق به الغائب عن الوعى ،، فقد كان قبلا الضمير المحاسب للبطل على تخاذله و تقاعسه عن المشاركة فيما يدور حوله من مشاغل الحياة و أمورها :


"تحول فجأة إلى سطل أحمر ... و رشقني بما يحمله من ماء ... صرخت ... ابتل جسدي ... ارتعشت ... فتحت عيوني .....
وجدت نفسي مازلت أمام الشارع المؤدي إلى دارنا و في تلك الظهيرة القاسية , متمددا على الشارع الإسفلتي بعد أن ضربتني الشمس بحرارتها و قد تجمع الناس من حولي ورشقوني بسطل ماء احمر "


حوار قصير يدور بين المتجمعين حول البطل نكتشف من خلاله نظرة المجتمع لمن يفكر فى مناقشة أحوال مجتمعه "إنها ضربة شمس قوية " و كان من يفكر بمعالجة أمور مجتمعه فى نظر البعض مصاب و يجب معالجته ،، و هنا كانت الإفاقة من الهذيان "شتم الحكومة"/ " شتم المعارضة" فإعمال الفكر نفسه هو القضية بغض النظر عن الفعل ،،، أن يستوى عند البعض مناهضة الحكومة و مناهضة المعارضه فالأمر خطير ،،، هنا تصبح محاكمة الفكر هى القضية :


و سمعت لغطا و أحاديث متناثرة : -
- اخبروا زوجته ... أمه ...
- كفى ... لا ترشوا عليه الماء فهذا السطل الثالث ...
- يبدو انه فاق من الإغماء .....
- إنها ضربة شمس قوية ... آب اللهاب .. يدق المسمار بالباب ...
- كان يهذي ... و ياله من هذيان يكسر الرقاب .... لقد شتم الحكومة ...
- لالا ... انه شتم المعارضة .......

نهاية القصة و قد أفاق البطل ليبحث عن ظله الذى فقده للحظات معدودة فيجده بقربه يضحك منه أو ربما عليه و على أحواله :
"استيقظت من الإغماء و عندما فتحت عيوني , بحثت عن ظلي ... وجدته بقربي , وانا مازلت بين ازقة بغداد الحبيبة ، ضحكت و ضحك معي ظلي .......... "
بعد إستعراض حياة البطل فى لحظات فقده لظله ،،،فهل ستتغير نظرة البطل الى حياته السابقة؟؟ هل من جديد سيطرأ على حياته؟؟
ربما يتحول البطل إلى أحد الثوار !!! أو ربما يكتفى بتلك اللحظات
التى دارت بينه و بين ظله /ضميره ... هذا ما تركه لنا الكاتب
لنصنع نحن النهاية كما تترآى لنا و حسبما تتفق و شخصياتنا .
أنا شخصيا أميل إلى النهايات المفتوحة فهى تعطى بارقة أمل بالتغيير

أسلوب سردى ممتع كادت التفاصيل الشديدة أن تميل به فى اتجاه مضاد
لكن ما يحسب لك هنا وجوب خلق خلفية واضحة للمتلقى كى يستطيع ربط الاحداث فغرابة فكرة إنفصال الظل ربما كانت توقع القارىء فى حيرة
لكن تتابع الاحداث دون ملل حال دون ذلك .
ربما كانت اللغة فى أغلب المشهد تميل نحو الشاعرية لكن ذلك لم يقلل من قيمة النص ،، بل أعطاه تميزا واضحاً .

تأتى المفارقة فى النهاية و هى معالجة بشكل رائع أجدت فيها و فى الربط بينها و بين البداية فمن بعد الثورة الداخلية يمضى البطل و ظله يضحكان سويا ً.

شذرات كثيرة من هنا و هناك لأحوالنا السياسية و الإجتماعية و لكن ما لفت نظرى هنا استشهاد البطل/ الظل / الضمير بما حدث قديما فى الاندلس و غرناطة رغم أن الجرح الأقرب ماثل أمامه و حوله فى بلاده هو شخصيا و فيما حوله ليس ببعيد .
/
عايده
9 /10 / 2010


قراءة في نص بحر الندى// نعيم الأسيوطي // عايده بدر




قراءة في نص بحر الندى// نعيم الأسيوطي // عايده بدر



http://kanadeelfkr.com/vb/showthread.php?t=15488

القراءة // عايده بدر


ككل صباح يأتي و يمر ...يظل النبات في انتظار الندى ... هل تصلح للنبات حياة دونه و هل يقوى الندى على ألا يلامس خد الورد هنا أو يداعب أنامل النبات هناك ... يستحث الشمس ألا تظهر الآن بأشعتها فتخطف من الندى بهائه و تزيد من شقاء النبات ...

ككل صباح ينتظر هو قطرات من الندى تحمل بشرى اخضرار الأيام إلى قلبه .. يتأمل ما حوله هذا نبات الوحدة لا يصل إليه الندى .. هل رفض الندى أن يلامس بحنان هذا النبات القاسي أم أن هذا النبات كالبشر نافر دائما و بعيد عمن حوله أم الإثنان معا رفضا أن يلتقيا فلا سبيل لقلب تصحر و اكتسح الجليد أرضه و سماؤه .....

هو يتأمل و يربط بين النبات و البشر و هل كنا إلا نسيج واحد الروح التي تحملنا واحدة لنصنع لوحة الوجود ... ليكتمل بنا البناء ... لنسد فراغات العدم بين الأحياء على أرض تصحرت من الغربة و الوحدة و الشقاء....

الموت هو ما يمزق ستر الحياة ... يبعد الأحباء نعم ... يفرق المجتمعون صحيح و لكنه احيانا يهب الحياة للبعض الآخر فيعيدون من خلاله اكتشاف أنفسهم من جديد ... من جنازة للغريب تمر أمام عينه تذهب معها روحه لحلم يرى نفسه هو الغريب السائر نحو الموت ... تتعدد الوسائل " جلطة - ذبحة - سكتة " هل هي مصادفة أن تكون كلها أمراض لا تصيب إلا القلب ؟ موطن نبات الحزن ؟ و الناس يشيرون لعيدان يبست في الارض
و هو يشير لعيدان يبست في القلب ؟ أما كانت الجنازة السائرة أمامه هي من حركت حلمه في منامه أو يقظته في حلمه أو حلمه في يقظته ... هنا اختلاط الحلم باليقظة لم يعد هذا حلم و هذه يقظة هناك وحدة تجمع بينهما ... هناك شعور يسري في القلب بالجفاف و رغبة في سقيا من الندى لعلها تنقذ هذا القلب أخيرا من الإصابة بالتوقف عن الحلم .......

لا تبحث الأرض الميتة عن سقيا و لا القلب الميت كذلك فإذا بحثت و اشتاقت لهذه السقيا فهذه الأرض حية تعيش و إن كان الجفاف يهدد أمنها
كذلك القلب طالما يشتاق إلى الندى فهو حي و إن انتشر فيه الهالوك و ضرب أرضه الجفاف و لكن هنا ليسقي أرض قلبه كان لابد له من مزيد من غرق القلب ... بالدموع ... وحدها تعرف كيف تحي الأصفر و تمنحه اخضرار الحلم .....

وحدها قطرات الدمع تغسل القلب و ترويه كما يروي الماء الأرض و يبث فيها ركائز الحياة مع كل انهمار للدمع تشرب القلب شعور الحياة ... مع كل سقيا للأرض تشرب الأرض شعور الحياة لذلك لا عجب أن يحيا النبات بداخل قلبه حينما يتوجه لأرض الله ...

الأرض التي تحمله ...و الارض التي انجبته ...و الأرض التي تحتضنه ... و الأرض التي تزرع بداخله كل ما يعرف ..............هي الأرض هي المرأة هي الحياة و هي الموت أيضا حين تصفر و تتشقق

و هو هناك حيث الأرض ... حيث الشمس ... حيث الندى يسقي بوار الشعور بالحياة في قلبه ليحمل معه شعور الوجود ... يعدو ليكون موجودا ... يعدو نحو الأرض الخضراء ... يفتح قلبه ليستقبل الآن الندى الذي بدأ يشق طريقا في قلبه ... الآن الندى يتجمع ليصبح بحرا يسقي منه جدباء القلوب و الأرواح........ليصبح هو و الأرض و الموت وحدة لا تتجزأ و كثرة تعرف كيف تتوحد ......

أستاذي الراقي
نعيم الأسيوطي
ممتع الغوص في بحر الندى و لعلي أفلحت
في لوحاتك الفنية التي ترسم بالكلمة
تلجأ للرمز و تخيطه بنسيج الحدث فيبدو البعيد قريبا
و الربط بين النبات و الإنسان و الوجود ثلاثية أجدت تضفيرها
لتصنع منها جديلة العمة بهية ... جديلة الأرض ...و عدمية الموت
هنا ليست عدم كما نتخيل هي العدمية التي تمنح الحياة لتصنع هذا البحر
الأرض لديك أستاذي هي محور الحياة منها و إليها تخرج و تعود
و الأرض هنا ليست أي أرض هي الأرض الخضراء
أرض الجرف... أرض الحياة و أرض الموت هي أنت
بكل ما يمكن أن تمثله لك الأرض ...

القصة من حيث المضمون بلغت فأوفت حقا
يتبقى الشكل و القالب هنا لي وقفة أستئذنك فيها :
الأسلوب هنا لم يكن من التمكن الذي رأيناه في قصصك الأخرى
و ربما هذه القصة بذلك الأسلوب تعتبر من أوائل ما كتبت
فالحبكة تضعف أحيانا و المباشرة ربما تغلب على بعض العبارت فيصبح الطرح هنا مباشرا بصورة واضحة ...لكن ما يحسب لك أنك استفدت من التفاصيل التي قدمتها هنا فلم نشعر بثقل هذه التفاصيل و كذلك اللغة تحتاج إلى بعض تدقيق و تكثر هنا استخدام حروف العطف خاصة حرف " فـ" و هذا ربما يجعل القارىء يلهث أحيانا وراء الحدث رغم أنك بالتأكيد كنت ترمي لعدم تسرب شعور الملل لديه ....

عايده
9 / 10 / 2010



رؤية في نص " وافقني المدير بهزة من رأسه " ـ كاظم الشويلي،/ عايده بدر




رؤية في نص " وافقني المدير بهزة من رأسه " ـ كاظم الشويلي،/ عايده بدر

http://www.kanadeelfkr.com/vb/showthread.php?t=6664


" وافقني المدير بهزة من رأسه "
رغم طول العنوان نسبيا و اختيارك لجملة كعنوان بدلا من عنوان مفرد إلا أنه اختيار شديد التماس بروح النص فنستطيع في كل موقف قمت بتصويره ببراعتك المعهودة أن نكتب بجانبها " وافقه/ني المدير بهزة من رأسه "
هذا النص الذي يتحرك أمامي بشخوصه و هذه الحركة الدائرية الثاقبة لعين تتابع بدقة رد فعل كل شخصية من شخصيات العمل و كيف يقابل العجز الانساني بمثل تلك السخرية ليخلق مواقف متعددة ترسم لنا صورة مصغرة مما يحدث حولنا في مجتمعنا الكبيرتجعل من هذا النص ليس نصا مقرؤا فقط بل أنه مرسوم بعناية حتى لنستطيع أن نتابعه كما لو كان مصورا أمامنا..
/
عايده
22 / 11 / 2010






الجمعة، 20 يناير 2012

قراءة في نص " المبروك " / محمد خطاب / عايده بدر






قراءة في نص مسرحية -المبروك-







نص مسرحي قوي و حبكة مسرحية جيدة جدا
اعتمدت فكرة المسرحية من بدايتها على فكرة المخلص و المنقذ للبشرية و هي فكرة سائدة عند كل الشعوب و عبرت عنها في كثير من أعمالها الأدبية ،،، دائما هناك المخلص الذي يستطيع تخليص البشر من عذاباتهم و هو من يلجئون إليه ليجد لهم حلاً لمشاكلهم الكثيرة .

دائما ما ارتبطت فكرة الولي أو المنقذ أو الشيخ صاحب الكرامات ببعض السمات الشخصية التي تضيف ابعادا أخرى لتصور لنا شخصية هذا الولي كالملابس الرثة أو الشكل غير المتناسق أو أن تصاحبه عاهة معينة أو أن تقع أحداث غريبة عن المعتاد في وقت ظهوره ،،، و كانت شخصية البطل هنا مهيئة تماما لتنفيذ فكرة الولي .

البطل هنا طفل منتظر لم يات بعد ،، ينتظره أب حرم من الذرية مدة من الزمن و من فرط حبه و اشتياقه لوجود إبن له يطلق اسما على مولوده الذي كان في علم الغيب و يطلب من الجميع مناداته بهذا اللقب الذي اختاره،،بل و يطلق اسمه مسبقاً على مكان عمله .

تحين اللحظة المناسبة و يأتي الفرج باقتراب ولادة هذا الطفل في الوقت الذي يتنبا فيه أحد الدراويش باقتراب ظهور الولي و الذي سينقذ الجميع من محنهم و سيمد يد العون للمحتاج في نفس الوقت يولد هذا الطفل المنتظر .

يأتي الطفل بعد طول غياب يتيما بعد وفاة الأم ثم القابلة و تغير أحوال الجميع تحول الأب الغني إلى فقير و سلسلة من الأحداث الغريبة التي تقع لأهل الحي لننتقل فيما بعد لنشاهد الطفل شابا ينفر منه الجميع و يتشأمون منه و يدعونه بالنحس.

تبدأ حكاية الولي بمجرد لعبة و استهزاء يفتعله زملاء البطل في المدرسة ليتحول الكذب و اللعبة الى حقيقة و أمر واقع فيما بعد حين يلتف الجميع حول البطل و يضيقون عليه الخناق ،، فيضيق بهم و يقرر الانتحار و لولا أنه أنقذ من فعلته لما قام للأمر قائمة ،،، فها هو يصبح حقا ولياً يشار إليه و إلى كراماته و يذيع صيته و يتقرب منه جميع من كانوا ينفرون منه من قبل .

في خضم كل هذه الاحداث يكتشف البطل مدى تفكك المجتمع من حوله لقد تحول الجميع الى ذئاب كل يبحث عما يستطيع الوصول اليه و لو على اكتاف البسطاء و على حسابهم ،،، و البسطاء في المقابل لا هم لهم سوى أن يظهر بينهم من يقدم لهم الحلول السريعة الجاهزة لا يودون التفكير بعمق في مشاكلهم و لا يهمهم البحث عن حل لها طالما هناك من يقدم لهم الحل باشارة او بتعويذة او بمجرد الرضا عنهم ،،، فجأة تكالبت المصالح للجميع مصلحة في استمرار مثل هذا الخداع ،، الكل يدرك أنه خداع و لكنها المصالح المشتركة هي من تحركهم ،، لا يتحمل البطل كل هذا الخداع و النفاق يصرخ بأعلى صوت و لكن ما من مجيب فقد تعالت أصوات النفاق و الخداع فوق صوت الحق ليسقط في وسطهم غير عابئين به طالما لا احد يمس حلمهم بوجود الولي .


--الشخصيات في المسرحية مرسومة بعناية و دقة و قد ابرزت الخلفية الاجتماعية التي تمهد لظهور فكرة الولي / البطل ،،، و كذلك البيئة المحيطة به في أحد الأحياء البسيطة حيث يفتقر الأغلبية من سكان هذا الحي للمعرفة و الثقافة و أغلبهم من البسطاء الذين يلتفون حول الظواهر الغريبة و من السهل اقناعهم بمثل تلك الأمور الغيبية .

--في أحد المشاهد أجريت الشعر على لسان أحد الشخصيات " أبو سيد " و كان الشعر هنا باللغة العربية الفصحى :
عَجِبتُ مِنَ الأَيَّامِ كَيـفَ تَقَلَّبَـت *** بِنا فَتَفَرَّقنـا كَـأَن لَـم نُجَمَّـعِ
عَباديدُ شَتَّى مِثلَ مَا نَثَـرَ الأَسَـى *** فَرَائِد مِن دَمـعِ الفُـؤَادِ المُفَجَّـعِ
عِدُونِي فَإِن لَم تُنجِزوا رُبَّ مَوعِـدٍ *** شَفَا غُلَّتِي مِنكُم وَإِن خَابَ مَطمَعِي
عَلَى الدَّهرُ أَيْمان بِأَن لا يُرَى لَنـا *** شَتَـاتٌ وَأَبعَـادٌ

فكان من غير المنطقي أن تتحدث مثل هذه الشخصية بهذا الشعر الفصيح خاصة و أنك لم تمهد قبلا عن اختلاف ثقافة هذه الشخصية عن غيرها من سكان نفس الحي الذي تقع فيه أحداثنا ،،، و ربما لأن الهجة العامية هى اللغة المعتمدة للمسرحية هنا فكان لدخول أبيات عربية فصيحة عليها وقعا غير ملائم كنت أفكر لو أنك أجريت على لسانه أحد المواويل الحزينة الشهيرة

--اللغة كذلك تحتاج إلى بعض الإهتمام حتى و إن كانت لهجة عامية محلية فإنها تحتاج إلى بعذ الضبط حتى تكتمل لوحتك الرائعة .

--جاءت الأحداث سلسة و منطقية فتركيبة المشاهد غير مفتعلة و كانت الشخصيات موظفة بطريقة جيدة بحيث أدت كل شخصية ما لها في البناء الدرامي للحدث ربما فقط هناك شخصية الدرويش:
كانت شخصية الدرويش و هي تمثل هنا المعلق على الاحداث جاء الحديث على لسانه بصورة مباشرا جدا ،، و في لغة تفرط أحيانا في الرمزية و أحيانا تفرط في اللجوء للمفردات القوية التي ربما لا تتناسب مع شخصية درويش هو الحكيم كما اعتقد من خلال عرضك له .


/

عايده
10 / 9 / 2009