فرااااااغ

فرااااااغ

الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

رؤية في نص فنجان من السادية / حسن الماسي / عايده بدر


 
 
 
فنجان من السادية

كسّر ضلعه الأعوج ...وارتشف فنجانا من السادية ... حين اِستشعر بالأعين شاخصة ... صبغ شفتيه بالأصفر...
ثم وزّع وردا أحمر.


الرؤية / عايده بدر
كسر ضلعه الأعوج ......... تشير إلى حالة من الاستقواء على الطرف الأضعف و الضلع الأعوج دلالة - كما تشير التفسيرات - على المرأة و في الأغلب هنا هي الزوجة المغلوبة على امرها و التي تُعامل معاملة سيئة
و ارتشف فنجانا من السادية .......... فنجان تستخدم مع القهوة و القهوة دلالة هيمنة و سطوة و جاءت كلمة السادية رغم مباشرتها لكنها منحتنا مذاق هذه القهوة و نكهة تلك السطوة و السيطرة و رسمت لنا ملامح العلاقة بين الطرفين حيث طرف يمنح بخضوع و مذلة و استكانة و طرف يأخذ بقوة و سطوة و ربما بكثير عنف و تكبر
حين استشعر بالأعين شاخصة ........... يبدو أن الأمر لم يكن بينهما فقط و أن العنف لو جاز لنا استخدام هذا التوصيف للحالة بينهما كان شاهدا عليه عيون أخرى ربما عيون الأقارب ، ربما المحيطون بهم و لكني أميل لوجود عيون الأطفال تنظر في خوف و هلع من صورة عنيفة في الغالب متكررة بين الأب و الام
صبغ شفتيه بالأصفر ................ الأصفر دليل وهن و مرض و بهتان لون و ضعف و ادعاء و ربما هنا حين استشعر بعيون الصغار تنظر في فزع وخوف و عدم فهم لأسباب ما يجري هنا تعلل بالمرض و التعب و أن عصبيته نتيجة لمرضه أو ما شابه ليمسح من ذاكرته تلك العيون الشاخصة المحدقة فيه
ثم وزع وردا أحمر ........ جاءت القفلة متممة للصورة التي أمامنا فلابد من أن ينهي الموقف و ان يزيل ما تسبب فيه من آلام فربما الورد الأحمر هدية صلح و استرضاء للطرف الآخر ليسكن مواجع تسبب فيها
و ربما كانت ساديته المفرطة قد أدت به إلى توزيع الجراح " مزيدا من عنف " على وجوه الجميع بداية من الزوجة و انتهاء بالأطفال و من هنا يأتي وقع ساديته التي يحتسيها يوميا فأدمنها و أصبحت أسلوب معاملة و سياسة حياتية متبعة منه تجاه بيته بمن فيه
القدير حسن الماسي
الرائع هنا في ومضتك هذ البناء المتقن بشدة و اللعب على دلالات الألوان من جهة و من جهة أخرى هذا التدوير الحادث في بنية النص حيث يأخذنا العنوان ليصل بنا للخاتمة ثم يعيدنا من جديد إليه
الفكرة و كيفية حبكتها هنا ثم الدلالات المتميزة للجملة و بنائها لاشك يثمر هذا نصا كالذي بين أيدينا منفتح على أكثر من تأويل قد أكون اقتربت من أحدهم و قد أكون ابتعدت لكن هذه ميزة النصوص المعطاءة تمنح قارئها حرية التجوال و رسم دربه بنفسه في وسط حديقتها
 
 
 

قراءة في نص حب بحب / للمبدع محمد البكري/ عايده بدر

 
 
 
حبٌ بحب

أحبته .. ثم خانته .. فندمت ، وأحبها ثم خانها .. وبقي مستمتعاً


محمد البكري
23-4-2013


القراءة / عايده بدر
المقابلة هنا ليست بين الافعال
لكنها بين ردود الافعال
اذ كانا اشتركا في فعل الحب
و اشتركا في فعل الخيانة
لكن رد فعل كل منهما اختلف
بينما هي ندمت وجدناه هو يستلذ الخيانة و ربما يكررها
هنا انتقال آخر على مستوى تشريحي لنفسية الرجل و المرأة
ربما يشتركا في كثير لكن استعداد كل منهما يختلف في تلقي الأمر
هنا إشارة أيضا لأحد الامور الرئعة في الومضة من الناحية اللغوية :
استخدام " ثم " للطرفين يجعل هناك وقت بعد الحب لتحدث الخيانة
أي أنهما أحبا بعضهما ثم بعد وقت من الحب حدث فعل الخيانة
استخدم " فـ " للمرأة " فندمت " دلالة على تسارع الحدث عندها
و شعورها السريع بالندم و كأنها كانت في لحظة لاوعي و لا إدراك
أما استخدام العطف بـ " و " عند الرجل فيمنحنا فكرة أن الأمر بالنسبة له أمر معتاد
يفعله كما يفعل أي شيء آخر في حياته
الراقي محمد البكري صديقي القدير
رائعة هذه الومضة باقتدر

رؤية في نص حبيب / عطاء العبادي / عايده بدر

 
 
 
 
حبيب

يهديني قنابل تائهة
يفرش لي الدرب شظايا
على وسع قلبي __
أسير مطمئنة!


القراءة / عايده بدر
يهديني قنابل تائهة
يفرش لي الدرب شظايا


هنا صورة مكتملة الملامح رغم اختزالها ما تمنحنا ملامح التكوين لهذا الحبيب
الانفتاح هنا يمنح الحرف وجهين فقد يكون الحبيب انسانا او وطنا او حبيبا بحجم و أمن وطن
رغم امتلاء الدروب إليه بالعثرات و أرصفة مفخخة اللحظات بما فقد يفاجئنا به الحبيب / الوطن
لكن في عتمة الصورة المرسومة بشاعرية فائقة ما يتيح لنا النظر من شرفة هذه الحبيبة/ الذات الساردة
على وسع قلبي __
أسير مطمئنة


على وسع قلبي هنا عبارة ذات وجهين فلو قمنا بربطها بما سبق فستكون هذه العثرات و الشظايا مغروسة بامتداد حجم الحبيب/ الوطن في قلب الساردة
و لو ربطناها بما بعدها سيكون الاطمئنان الذي تخلقه الذات هو النتيجة المتناقضة للمقدمة التي رسمتها لنا بكل ما تحمل من وجع و ألم و المفترض حسب هذه المقدمة أن يكون الألم هو النتيجة المنطقية لكننا نجد هنا آماان " أسير مطمئنة " و لو اضفنا لها " على وسع قلبي " فسيكون حجم الآمان و االذي تريد به الساردة هنا " العشق " سيكون بلا حدود فاتساع القلب أمرا معنويا غير قابل للقياس المادي
و من هنا تأتي الختمة بدهشتها الهادئة تخلق فينا نوعا من الخدر اللذيذ و الهدوء و السكينة رغم كل المفردات التي توزعت عليها حمولة لنص " قنابل / شظايا / تائهة " لكن في المقبل جاءت مفردة " آمان " لتنزع عن ألم كل المفردات القوية الشديدة و تمنحنا هذه السكينة فنسير خلفها مطمئنين و لا نبالي بأية شظايا قد تجرح قلوبنا فالقلب الذي يسكنه عشق الوطن لا يعرف إلا محبته
عطاء الحبيبة حرف برقة روحك التي أعرف
و هديل كيمامة جميلة تغني للوطن تغني للحياة رغم مظاهر الموت
 
 
 

قراءة المبدع فرج عمر الأزرق على نص "عبث، ق ق ج" / عايده بدر

 
 
 
عبث ،،،
على مسرح العبث وقف الظل حائرا
أين يذهب و الجدران تأخذ منه ألعابه
قذيفة أطاحت برأس الظل فسكن جسد الجدران
/
عايده
1/11/2012
الحدثية المركزية تزامن تصعيدها التواتري توافقا و تصعيد اللغة المحكية التي لم تغادرها الأمومة الشعرية للناصة

تقاطعيا

()وقف الظل حائرا

()الجدران تأخذ ألعابه

و تداخليا.. اغلاقا للحكي و عليه في آن

قذيفة أطاحت برأس الظل فسكن جسد الجدران

اجرائيا ..تنافر محفزات الحكي

الظل أو رأس الظل كظل ٍرأس ليتنامى قيد الذاكرة ظلا ما لحياة ممكنة على هامش حركة ارتفاقية محورها امتداد و تمطط الظل رأسا يملأ و يمتلئ به المكان

القذيفة أصيلة الحركة نظامية الهدف -تحقيق المعاشرة البعدية بين الحركة/الحياة (رأس الظل) وبين الثبات/الموت (جسد الجدران)

استقرائيا ..تضعنا الوامضة على أكثر من مفترق

القذيفة هل اكتفت حقيقة برأس الظل و ان نعم هل استردت أطراف الظل الأخرى و ان بعضا من ألعاب الظل

وقف الظل بداية برأسه و ما دونه فكيف لا تنال القذيفة من الظل ما يزيد عن الرأس

الجدران كانت تأخذ ألعاب الظل ..فسكن الظل -و ان بفعل قذيفة- جسد الجدران ..

سيراجع الظل الجدران فيما فقده من الألعاب و ربما يتشاركانها حركة و ثباتا

.......................زاوية حكي تهمش بالنهايات السعيدة مسرحة ذاهنة


مع خالص الود و التقدير ليراع الحكي يثبت مجمل ذاك عبث..

غزير التحايا للقديرة عايده بدر قاصة هنا
 
 
 

قراءة في نص " رؤية " للمبدع عبدلله بن بريك / عايده بدر


 
 
رؤية
 
 ماشياً الهوينَى خلف غنماتِه ،لمحَ قطعةَ آجُرٍ .فحَصها برِجلِه ، و بعصاهُ ،
ثمّ أمْعنَ فيها تكسيراً.
قدْ تصبحُ عمارةً تأكلُ المرعَى الوحيدَ للكَفْر..!

القراءة / عايده بدر" رؤية " هذا العنوان الذي يرسم لنا ملامح لآتي من الحرف لكنه لا يعري لحرف فيكشف النص أمامنا بل يمنحنا بابا مواربا ندلف منه لنطلع على هذه لرؤية فربما تكون رؤية صائبة أو خاطئة لكنها رؤية من جانب الذات الفاعلة في النص
"ماشياً الهوينَى خلف غنماتِه " هذه العبارة تغني عن السؤال عن هيئة و شكل و ملامح هذه لذات الفاعلة هنا فهذا الراعي الذي يسير خلف غنماته باحثا عن الكلأ يمشي في اطمئنان لأن لا شيء جديد يحدث حوله أو هكذا كان يظن لذلك يمشي الهوينى خلف غنماته
"لمحَ قطعةَ آجُرٍ .فحَصها برِجلِه ، و بعصاهُ " هل لنا أن نتصور كيف كان وقع هذه المفاجأة على هذا الآمن فقطعة آجر ملمح واضح مجسد لحدوث تغيير ليس فقط على مستوى هذا لإنسان البسيط لكن هذا التغيير سيسري على كل مفردات المكان سيحوله بلا شك لمكان آخر ، لن يجد أمثاله ما سيصنعون و حرفتهم تقوم و تعتاش على خلو هذا المكان من مثل قطعة الآجر هذه
" ثمّ أمْعنَ فيها تكسيراً " إذا كان الفعل عنده هنا كان الصدمة من زحف المدنية نحو هذا المكان البكر فلا نستغرب من ردة فعل فورية انفعالية حدثت منه ، لكننا سنتساءل هل بتكسيره لقطعة الآجر سيمنع هذا الزحف للآتي ؟ بالطبع لا لكن هذا رد االفعل الفوري القوي من وجهة نظره هو ، من وقع رؤيته هو - و هنا أعود للعنوان المدهش الذي اختاره الكاتب بعناية - يعتبر خطوة لرفض ما يمكن أن يغير من ملامح المكان الذي يعيش فيه و الذي هو مصدرا لرزقه و لرزق غيره
"قدْ تصبحُ عمارةً تأكلُ المرعَى الوحيدَ للكَفْر..!" هنا تأتي الخاتمة تحمل تفسيرا للرؤية التي لدى هذا الراعي فهو لا يفعل ذلك لقتل الوقت أو لشعوره بالنفور من قطعة آجر تعترض طريقه إلا لأنها إشارة و ملمح قوي لما سيحدث بعدها من تغيير للمكان و تحوله من مرعى يضمن قوته و من يُعيل إلى مكان آخر لن يكون له فيه سبيل رزق .
رغم أن الخاتمة هنا كنت مفسرة و كاشفة لكنها حملت معها خطفة قوية تجعلنا نتوقف كثيرا أمام الفعل و رد الفعل هنا و نتساءل لماذا و كيف و هل و يبقى السؤال الأكبر الذي ربما راود بطلنا في الومضة لكنه لم يستطع التعبير عنه إلا بفعل " التكسير " الذي هو رفض للواقع القادم ... كيف نوازن بين الزحف الحضاري و قوى الطبيعة التي تضعف رويدا رويدا أمام قوة الإنسان و أطماعه ؟ و أين يذهب أمثال هذا الإنسان البسيط ؟
القدير عبدالله بن بريك
ومضة برائع الرؤية التي اخترت لها عنوان متميز و شديد التعبير
و حرف يتناسل منه العمق الإنساني ببناء قصصي مدهش
 
 
 

الاثنين، 12 أغسطس 2013

قراءة في نص " وطن " للمبدع قاسم أسعد / عايده بدر

 
 
 
وطن
حين وقف أمام مرآته فى الصباح - وهو يحمل تعب الحلم
تشابهت عليه الصور .. !
ظن أن ظله نائم
نهره ..
هتف شيءٌ ما ..متى يستريح ؟؟
 
القراءة / عايده بدر
 
" وطن " العنوان هنا رغم ما يحمل من شجن في وقعه على النفس حين ننظر إليه و ربما يأخذ بن سريعا ليحفزنا على القراءة لكنه يشي بفكرة الومضة و لمن يقرأ بعين فاحصة أكثر سيكتشف أن العنوان هنا مختار بانفعالية أكثر لأنه كشف عن المضمون من قبل أن نقرأ لكنه بكل الأحوال هو مدخلنا نحو هذه الومضة
" وطن " هنا يمكن أن يكون هو ذاته تعب الحلم الذي أرهقه و لننظر لوقع مجريات لحلم التي بدت على وجهه حين يقول
" حين وقف أمام مرآته فى الصباح - وهو يحمل تعب الحلم تشابهت عليه الصور .. ! "
فبدا وجهه في الصباح غائما بحكايا الحلم و ما اكتنفه من ضبابية يشعر بها و هنا يمنحنا حق التأويل أن هذا الإنسان مغترب عن وطنه كما يبدو من الحالة الموصوفة هنا يشده الحنين نحو العودة لوطنه و يغلب على روحه فيصبح هذا الحنين حلما لا يغادره بل يظهر على قسمات وجهه بكل صوره المتلاحقة التي يمكن أن تمنحنا هنا تأويلا آخرا فقسوة الغربة بكل صورها يقابلها صور طفولته و شبابه في وطنه و شتان بين قسوة الغربة و حياة الوطن رغم ما يحمل أحيانا من متاعب وآلام . " ظن أن ظله نائم... نهره .." هذه العبارة هنا تحملنا إلى محاولات متعددة منه ليستفيق ليس من سبات نوم و لكن من سبات حلم يرتجي العودة و لا يستطيع فعليا أن يعود فهناك من الأسباب ما يمنع عودته الفعلية للوطن و النهر الحادث منه للظل النائم يمنحنا شعور قويا بانفصام هذا الإنسان عن ظله و كأن الظل النائم أرسله ليسكن الوطن و كأن الجسد المستيقظ حاضر يسكن الغربة فأي وجع إغتراب حادث هنا يفصل الظل عن جسده و هذ يمنحنا صورة كافية لنلامس مدى هذا الوجع." هتف شيءٌ ما ..متى يستريح ؟؟ " هذا الهاتف ربما يكون هو ذااته الظل المنفصل عن جسده فيسأل صاحبه متى يستريح من عناء هذا الإغترب و متى يلتقى الظل بجسده و يتوحدا كما هو المفترض أن يكون فظل الإنسان لا ينفصل عن جسده أبدا لكننا نلاحظ هنا أن لا إجابة تخرج لنا و يظل لسؤل معلقا ينتظر و ننتظر معه متى تحين الراحة مما يعني أن هذا الإنسان ذاته وقع في دائرة التساؤل و الحيرة بلا جوب و إن كنا نلمح صدى حزن شديد و ربما تشاؤم تحمله نبرة العبارة الأخيرة فالراحة هنا ربما تكون العودة للوطن و ربما توحي من شدة الوجع بيأس المغترب .
القدير قاسم أسعد
" وطن "
تحمله ومضتك يفتح لنا آفاقا بعيدة
شكرا لحرفك القيم و عذرا من رؤية ربما تكون خارج السرب
 

 

رؤية في نص " قصر نظر " للكاتب الراحل مصطفى أبو وافية / عايده بدر

 
قصر نظر
بقلم الكاتب الراحل / مصطفى أبو وافية
 
 
رؤية الكاتبة عايده بدر لنص " قصر نظر " للكاتب الراحل مصطفى أبو وافية
 
 
 
في هذه القصة بين أيدينا عرض للحظة زمنية تمر على بطلنا هنا
نظرة جادت بها تلك الفتاة أسيرة النافذة غيرت مجرى حياته

من خلال هذه النظرة و ما أتبعها من سرد عن حياته وقفنا على عقدة البطل
الاهتمام الذي فقده في غمار حربه مع الحياة و هو يؤسس لحياة أخوته
نقف هنا على حياة رجل في منتصف العقد الثالث انفق سنواته في سبيل غيره
و حينما بدأ يفكر في نفسه جاءت نظرات تلك الفتاة لتخترق حصن حياته
أي سعادة كان فيها و هو يتابع نظراتها الشغوفة به و هذا دليل اهتمامها بنفسها و تبديل ألوان ملابسها التي أضفت على جمالها جمالا آخر
هل يعقل أن توافق على الارتباط به و فارق العمر بينهما كبير ؟ و لكن مهلا أليست هي من أرسلت نظراتها تباعا لتقلب موازين حياته ؟!
بعد جدال و أخذ و رد كان القرار بالارتباط بها ... استجمع نفسه و قرر مفاتحة أهلها ولابد أنهم سيرتضونه خاصة و أن له مركزا حكوميا -في نظره - لا بأس به ربما يعوض ذلك فارق العمر بينهما
ما جاء كرد على طلبه كان صاعقة أسكتته عن التنفس للحظة ... كيف يتم هنا بيع هذه الفتاة ؟ أتكون ؟ و تكون و تكون ؟ مئات الأسئلة التي تبادرت في ذهنه و هو لا يرسم لها صورة إلا صورة الفتاة الساقطة ... إذن كيف و هل و ماذا و كل أدوات الاستفهام أعيته في الإجابة عن أسئلته و في شفاء غليل روحه مما شعر به من نار تؤجج جسده و عقله
الانتقام على الطريقة الدرامية هنا كان في نظره الحل ... هل كان ينوي فعلا أن ينصح الفتاة و يبعدها عن طريق الغواية ؟ لا أظن ذلك و لا أظنه أيضا كان يريد أن ينتقم منها بمزيد من السقوط ... لكنه وقف عاجزا و هو قليل الخبرة في معالجة مثل هذه الأمور ... ماذا سيفعل لو أحضرها هنا إلى بيته ؟ لم يطل به التفكير كثيرا لأن دقات على بابه أوقفت الساعة الطنانة في رأسه فها هي جاءت بقدميها إلى بيته ...
تدخل محمولة في صندوق ... صدمة أخرى فماذا حدث لها و كيف يأتون بها هكذا محمولة في صندوق خشبي له ؟ ماذا سيفعل بجثة لو كانت قد ماتت ؟ و إذا لم تمت فأي طريقة غريبة هذه لجذب نظره ؟ هنا أيضا مئات من الأسئلة يقطعها فعل العمال الذين كانوا يحملونها باخراجها من تابوتها الخشبي
ها هي فتاتك ... تسلمها الآن ...................جسد من جبس ............. تمثال ليس إلا
نسينا في غمار ما اخذتنا به الأحداث أن نتذكر عبارة هامة ألقاها الكاتب بين ايدينا دون ضجيج ليجعل منها مفتاح لغزنا هنا " كان بطلنا قد ضعف نظره و استمسك بنظارة سميكة يرى من خلال زجاجها الحياة من حوله " أيكون لضعف نظره فقط سببا في هذا الأمر ؟
لا اظن ذلك فليس ضعف نظره هو ... هو ضعف نظر الحياة القاسية التي حرمته حق التفكير في حياته الخاصة و دفعته دفعا ليصرف أوراق العمر في بناء حيوات ليست له و حين جاء الوقت ليفكر بحياته هو ... لم يجد نفسه يملك شيئا ... شباب رحل و صحة لم يتبق منها الكثير و هيئة مكرمة بخلقة خالقها لعب الزمن بريشته فيها كيف يشاء ... أيكون بعد ذلك ضعف نظره هو فقط من أوقعه في هذا الأمر ؟؟؟
القصة بما فيها تحتوي أكثر من قفلة كان يمكن التوقف عندها و لكن مع كل قفلة كانت ستتجه بالمتلقي في اتجاه مختلف كان الكاتب رحمة الله عليه لا يريده .. هو يريد هذه النهاية لأنها تخدم فكرة محددة في عقله قدمها لنا مع عبارة النهاية و التي أرى فيها بعض مبالغة لا تتناسب مع أسلوب السرد في النص من بدايته و كذلك هذا الوزنية الذي لحقت بعبارات النهاية أضرتها أكثر مما أفادتها لأنها حدت و أوقفت خيال المتلقي بعبارات بليغة تناسب المقامة لا القصة القصيرة
بالطبع يكتنف أسلوب السرد بعض التكرار و بعض الأخطاء لكن ذلك مجملا لم يؤثر على الرسالة من وراء العمل و لا على جماليات النص الآخرى
هذا النص المتميز للكاتب الراحل مصطفى أبو وافية ذكرني برواية عالمية من درر الأعمال الإيرانية للكاتب صادق هدايت بعنوان " البومة العمياء " ناقش من خلالها مثل هذا المشهد و إن نحت الرواية منحا آخر يخدم وجهة نظر الكاتب بالطبع ...

أمر صعب حقا أن نقدم قراءة لعمل متميز كهذا دون تواجد صاحب النص رحمة الله عليه و لكني أهدي قراءتي هذه إن صحت بكل ما فيها لروح هذا المرحوم بإذنه تعالى الكاتب / مصطفى أبو وافية
و أما ما فيها من الخطاء فلا أهديها إلا لنفسي كي أتعلم من جديد على يد الحرف
 
 
 
 

رؤية في نص جنية الغابة / مصطفى أبو وافية / عايده بدر

 
 
 

جنية الغابة بقلم الكاتب الراحل / مصطفى أبو وافية
 
نهاية تحمل فكرا صادما فبعد تجوال بين ما يريد هو و بين المتاح أمامه
بين ما يحب و يتمنى و بين واقع الحياة جاء هنا اختياره السلبي ليعبر عن ثورته ضد هذا القبح الممتلىء به عالم الغابة
لم يكن الاختيار عشوائيا كما يتبادر إلى الذهن و لكنه اختيار المستسلم لواقع لا يستطيع وحده أن يغيره لطالما الجميع يرتضيه
ذكرتني قصتك هنا بقصة " نهر الجنون " حينما استسلم الملك و رضخ للشرب من نهر الجنون ليحكم بلدا ليس به عاقلا واحدا فكان الخيار بين الاستسلام للواقع و بين الخروج عن السرب
رغم أني اكره السلبية في كل أشكالها لكن في كثير من الأحيان يكون للواقع اليد الطولى في فرض ما لا نريد لنحيا ما يراد لنا
هي قراءة سريعة للنص أرجو أن أكون قد اقتربت فيها من خطوطه
في رأيي النص في صورته الأولى أفضل مع الاحتفاظ بهذه النهاية لأنها أكثر تفجيرا للموضوع مع مراعاة بعض التكرار الذي لم تتخلص منه هنا أيضا

 


قراءة في قصة "جذوة" /عايده بدر/ مجدي محمود جعفر

 
 
جذوة
اختلط نشيج بأنين يبكي حرقة الانتظار و يبتلع مرارة الأيام و استحالات النوم الدائمة على الأبدان المرهقة ... اغتراب هو ما يجمعهما ... دموع حيرى أي أرض تسقي حتى لا تموت أشجار الصبر بينهما ألا يكفي أن جهنمية الصمت تسلقت جدران الحب ..
حينما استجمعت نفسها التائهة في دروب الألم كان القرار عادلا برأيها فلابد و أن يشاركها ما تموج به خلجات روحها المهترئة ... على ورقة كبياض روحها الصبور كانت الدموع تسابق الحروف أيهما يهطل أولا ليملأ المكان ...

هل تخبره عن قسوة ابتعاده ؟ أم عن ألم الهزائم المتكررة لها أمام الوقت و هي تنتظره دون جدوى
...هل تذكره أن الفراغ يراود روحها المتعطشة إلي نسائم عشقه التي تبخرت... و أنها اشتاقته كثيرا ... أم تكتفي بتمني رجوعه إليها قريبا ؟ حينما أدركها التعب تركت أوراقها و دموعها و التفتت لتطفىء الأنوار ... ابتسمت في مرارة له و أحكمت عليه الغطاء بجانبها !

عايده


القراءة للأديب / مجدي جعفر
ربما ايحاء العنوان يذهب بنا بعيدا ، ف " جذوة " الحب سرعان ماخمدت، وكانت الكاتبة موفقة في اختيار العنوان " جذوة " فالحب اشتعل بينهما يوما مثل النيران وكما تخمد النيران إذا لم تجد الوقود يخمد الحب أيضا إذا لم نتعهده بالري والرعاية والكاتبة لاتذكر لنا سبب فتور الحب ولا تصرح به ولكنها تذكر الآثار السيئة لهذا الفتور على روح البطلة فتصحرت وعلى نفسها فتمزقت، وترك هذا غربة داخلية والتي خلفت صراعا حادا داخل بطلة النص ولم تحتمل الصمت فحاولت أن تعالج شروخ الروح بالكتابة ، والكتابة هي أحد الحلول السحرية لأزمة البطلة وفيها الخلاص من الأزمات النفسية الخانقة ، والكاتبة جعلت من لغة الصمت بين الزوجين لغة موحية ومعبرة وتجعل الصمت معبرا أكثر من أي عبارة وموحيا ، فهل الزوج صار عاجزا مثلا ؟ وهذا العجز هو الذي خلف هذه الأثار المدمرة على النفس وعلى الروح - أم أن الزوج أشتعل قلبه وجسده وروحه في مكان آخر وعند امرأة اخرى وانطفأ هنا وهو ما خلف الحسرة والمعاناة والمكابدة ، الكاتبة لاتذكر سببا واضحا ومحددا وتركت لخيال القراء ولتجاربهم الحياتية وثقافتهم البحث عن السبب أو الأسباب واهتمت هي بالرصد الداخلي للحالة وتقديم معاناتها وأزماتها ، القصة تقول الكثير وتشي بالكثير وهذا من أسرار وجمال هذا الفن المراوغ الذي لايقبض عليه إلا قلة من الموهوبين وأحسب ان كاتبتنا واحدة من هؤلاء.
سعيد بقراءة هذه القصة ومزيدا للكاتبة من الألق الابداعي الجميل والله الموفق .

 

قراءة في نص القصة القصيرة \رغبات خافقة –للأديب عبد كريم لطيف \ / عايده بدر





قراءة في نص " رغبات خافقة في مقهى عام "
http://www.kanadeelfkr.com/vb/showthread.php?t=16445

الأديب القدير عبد الكريم لطيف
قرأت العمل أكثر من مرة و في كل مرة يستوقفني نداء يفرد بجناح الرهبة على روحي :
(سأوافيك على متن الريح)
تتردد في ذهني أثناء القراءة التي تجاوزت المرات الخمس


رغبات خافقة في مقهى عام
رغبات أشتعلت و انطفئت في مكانها و ما بين الاشتعال و الانطفاء كانت حياة تندثر
رغبات حملته على جناح الحلم و أوقعت به من أعلى قمم الرغبة في نفس المكان
مقهى عام حيث تجتمع الأصوات الأدبية كل يقرأ من فيض روحه
ليس كل من في المقهى محب للأدب و هاوٍ له .. هناك من يذهبون ليجددوا بعض الرغبات
هي تفهم ذلك و تعرف كيف تحرك الرغبات المتناقضة بين هذا و ذاك
هو واحد ممن تملكتهم الرغبات المتناقضة ، اختصته بنظرة عرف منها أنه المختار...

في رغبات هنا جمالية السرد القصصي و التصويري الذي يجعل القارىء يعيش اللحظات بقوة و اندفاع الـ " هو " نحو هذه الرغبات رغم ما كان من تحذير الحلم لكن ماذا يفعل و قد تمكنت منه رغبات .. اختيارك للاسم هنا كان موفقا بصورة كبيرة فيا له من اسم و دلالة ، اسم يجمع بين كل شيء ينتهك حرمات النفوس و الأرواح و يعيد تشكيلها من جديد وفقا لرؤيته هو فقط .. لا حيلة لمن يقع عليه الاختيار ..

توظيفك للحلم هنا رائع في خدمة السياق فكيف وازنت بين رغبات تلك المخلوقة الجميلة و بين رغبات الدميمة التي ظهرت بالحلم رغباته هو التي خُلقت و تكونت بداخله ولا يستطيع الفكاك منها فمضى حتى نهاية الدرب دون إرادة ... كنت موفقا هنا للغاية .

التضفير الرائع للشعر بالسرد النثري هنا أراه غير مقحم على النص هو يكمل مسرح الأحداث و يعطي الصورة بهاها اللازم لها ليتوحد القارىء للنص بالحرف و خاصة أن اختيارك لهل الأبيات جاء مساعدا لإبراز الفكرة ...
لغتك الشاعرية التي تحمل المفردة كثير من بهاء فرضت نفسها على النص رغم ووجود بعض الأخطاء .. لكن جمالية السرد هنا طغت على كل شيء
القصة يصعب وصفها أنها قصة قصيرة لأن نفس الرواية يظهر من خلال الحروف ...

أستاذي الراقي كنت هنا بارع بشهادة الجميع ممن مر بحرفك الراقي
و القراءات العديدة للقصة أضفت عليها مزيدا من رونق جعلت عملية التلقي و الإبداع تظهر في أفضل صورها ..عندما يكون بين أيدينا نص مبدع كهذا لابد أن تلحظه عين ناقد مبدع و هنا كنتم بغاية الرقي .






قراءة على نص أصابع ق.ق.ج //عايده بدر// ادونيس حسن




 
أصابع
 
منزويا في حجرته ... و صوت الليل ينهش في قلبه
يداه تتقدان من حمرة الوجوه على أصابعه
يتلمس بعينيه أثار من تركوه و رحلوا !!!

عايده
 
 
القراءة الاديب القدير / أدونيس حسن

منزويا في حجرته

لم يجبره أحد على العزلة أو الإنزواء أو الوحدة في هذه الحجرة ..هو من اختار ذلك بمحض إرادته
و صوت الليل ينهش في قلبه

هذا الليل ليس الليل الذي نعرفه ليل السهر والسمر ليل يزينه القمر والنجوم وله رائحة الربيع وفيه فاكهة الصيف وأنس الشتاء
الليل الذي ينهش هو ليل َتكوَن عبر زمن طويل في الداخل ..هي نتائج تلك الأعمال التي قام بها
ليل ينهش... هو الظلام عندما يخلو من كل النجوم والاقمار
يصبح صوته صوت الندم والحسرة على ما فوت من أنوار بحسن وجميل عمل

يداه تتقدان من حمرة الوجوه على أصابعه

كأن المبدعة عايدة بدر تحملنا هنا إلى ثقافتنا الإسلامية من الكتاب الكريم
عندما يشرح طريقة الحساب يوم القيامة
الأيدي تتكلم عن أفعالها
والأرجل وكل عضو يتحدث عن ماقام به
وتعيد الأديبة عايدة بدر هذه الصياغة بصورة بليغة البيان
وكيف أن هذه الأيدي تحترق بما ارتكبت من ذنب وإثم

يتلمس بعينيه أثار من تركوه و رحلوا

لقد احترقت أصابعه ويديه وأدوات اللمس والحس العادية لديه
لم يبق حاسة يخرج على متنها حر ندمه
لقد انتقلت النار إلى عينيه
يحاول إطفاءها بماء عينيه حتى يتلقف ولو أثرا بسيط يؤنسه ممن انفضوا من حوله

المبدعة القديرة الأديبة
عايدة بدر
لست بحاجة لشهادة أحد نحن من هو بحاجة شهادتك
كل التقدير والاحترام لك ولعمق ماتبدعين
ألقاك بخير



 

قراءة على نص شجب ق.ٌق.ج / عايده بدر/ كاظم الشويلي

 
 
 
شجب ق.ق.ج

((ثائرة: يعرف كيف يتسلل إلى داخلي و يُحكم سطوته،
ضقت ذرعا به وبأنانيته التي لم تَعد تُحتمل
متأنقاً للخروج، حبيبتي : لا تنسى ما طلبته منك مُؤخرا
أخرست قُبلته كلمات الرفض والشجب فى حلقها
لا حبيبي كل شيء مُعد كما تريد و أكثر !!!)))

عايده






جميل إن الأديبة عايدة اختصرت
ركام هائل من التداعيات
بمفردة واحدة

( ثائرة )

عرفنا إن غضب هذا السيدة
هو رد فعل لأفعال مرفوضة لبطل القصة
وقد جاء قسم من هذا الأفعال

(يعرف كيف يتسلل الى داخلى )
التسلل بشتى السبل منها القوة او الدهاء

( و يحكم سطوته )
رمز الى جبروت الرجل وقسوته اتجاه الأخر الضعيف


(ضقت ذرعا به )
ما زاد عن حده انقلب ضده ، تأكيد على السلوك المرفوض

( و بأنانيته التى لم تعد تحتمل )
بوح آخر وكشف عن صفة ذميمة أخرى

وتضئ ( عايده ) جانب آخر من اللقطة
ألا وهي تأنق الرجل وتسيده وتحليله ما يحرم به الأخر

الآخر الضحية
الأسير بيد ألاناني

ثم إن كل هذه الثورة تخمد قبالة
خدعة رخيصة تصدقها البطلة

وكأنها
هي الأخرى تخدع نفسها

وهذه هي قمة المأساة

قصة جميلة من القصص القصيرة جدا
للأديبة الرائعة
عايده بدر

ذات أبعاد إنسانية
كتبت بلغة مكثفة
تنبض بالحيوية
وكانت القاصة
محايدة
لم تتدخل لصالح البطلة
حيث إن كل الاتهامات جاءت على
لسان البطلة وليس على لسان القاصة
والمفارقة الجميلة
إن البطلة الثائرة
تحولت
إلى ضعيفة مستسلمة

وربما هذا مارادت ان تصرخ به ( عايده )
معيبة على السيدة ضعفها



جميل ماقرات يادكتورة
تحياتي
كاظم الشويلي
 
 
 
 

قراءة في قصة فنجان ق ق ج ،،،عايده بدر // د. عدي شتات


فنجان...


كالعادة جلست تنتظرما يظهر فى فنجانها من أخبار
ستتأكد الآن من خيانته فقد تغير كثيراً مؤخرا
نقطتان و ستظهر الحقيقة
طرقتان على الباب ،،، يدخل محمولا على الأعناق
تقريرالطبيب يؤكد إرهاق شديد في الفترة الأخيرة
لقلب معتل !!!

عايده
4-1-2010



القراءة / د. عدي شتات

عايده بدر
فنجان...

1-كالعادة
2-جلست تنتظرما يظهر فى فنجانها من أخبار
3-ستتأكد الآن من خيانته
4-فقد تغير كثيراً مؤخرا
5-نقطتان و ستظهر الحقيقة
6-طرقتان على الباب ،،،
7-يدخل محمولا على الأعناق
8-تقريرالطبيب يؤكد إرهاق شديد في الفترة الأخيرة
9-لقلب معتل !!!

الأديبة المتألقة عايدة بدر:
منذ أيام قرأت فنجانك هذا, وشعرت بإحساس غريب لم أستطع ترجمته بكلام فجرجرت خيبتي وعدت من حيث أتيت.
في نفس اليوم, قرأت النص لصديق لا يستهويه الأدب لا من قريب ولا من بعيد. فهل تعرفين ماذا كان رأيه؟
لقد قال لي بالحرف الواحد: هذه ليست ق.ق.ج, هذه ر.ق.ج!
وضحك, وضحكت معه ولحسن/سوء الحظ انقطع النت.
عدت إلى النص من جديد وأعدت قراءته, وإذ بي أتفاجأ بأن ما قاله صديقي مهندس الحاسوب صحيحا.
إنها بحق رواية قصيدة جدا, بل أقصر رواية على الإطلاق لأنها تشكلت من اجتماع 37 كلمة وحرف!
لقد قمت بترقيم فصول روايتك من واحد إلى تسعة:

1-كالعادة: ماذا أوحت لي هذه الكلمة؟
امرأة في منتصف العمر, بدأ الجفاف يتسلل إليها بالتزامن مع اقتراب الخريف. تعيش حالة من الملل والفراغ والرتابة القاتلة. بدأت غرائزه الأنثوية تدق ناقوس الخطر منذ مدة. هي تشعر بأنها كبرت, ولم تعد المرأة المرغوبة. وهي لا تزال تحب زوجها ولكن زوجها الذي كانت في عينيه أميرة النساء, وليس الزوج الذي ألف وجهها, وأصبح ينظر إليها نظرة الراضي بالنصيب.
هي قد تكون أما زوجت أبناءها منذ زمن, وأصبحت رفيقة للجدران.. ربما هي المتعلمة التي قضت فترة لا بأس بها في العمل, واستشعرت (أو استشعر) حاجة البيت لها, فاستسلمت للظروف ومكثت بالبيت...
وهي.. وهي... ألف ألف شخصية يمكن تلبيسها للبطلة فقط من خلال كلمة "كالعادة".
2-جلست تنتظرما يظهر فى فنجانها من أخبار:كالعادة, وحفاظا على الروتين جالست في المطبخ الضيق, أو ربما في غرفة المعيشة أو في الشرفة أو... نفسها.. أو عفوا فنجان قهوتها. ومع رشفاتها استرجعت شريط الذكريات بحلوها ومرها, وتوقفت عند آخر المحطات.. لتنظر إلى الغيب ولكن هل من سبيل؟
وكالعادة, حين ترافق المرأة حيطان بيتها على أعتاب خريف العمر.. ومع احتدام الصراع النفسي المرافق لهذه الحقبة العمرية الحساسة,, تشتعل الوساوس والهواجس.. ويصبح حينها لا فرق بين جاهل ومتعلم.. فالكل سواء أمام الغريزة القاتلة.. وأقصر الطرق إلى الغيب.. فنجان قهوة وبعض القناعات والأفكار المسبقة القادر على شحذ الخيال.. وفجأة يصبح الفنجان هوايتها القاتلة/ المحببة!!
وتفاجئنا الكاتبة أكثر حين تخبرنا بما حلّ بهذه السيدة.. لقد أصبح الفنجان مصدر الأخبار الهم.. وربما الوحيد.. ياه!! كم هي معذبة هذه المرأة.. وكم عانت وتعاني.. ليس من السهل على الإنسان بان يستسلم لفنجان قهوة مهما تدنى مستواه العلمي والثقافي.. أجل قد يؤمن بعض الناس بما ينبئهم به الفنجان لأنهم أرادوا ذلك.. لكن أن يصبح الفنجان "قناة الجزيرة" فهذا دليل على مدى سوء حالة البطلة النفسية والعصبية.. هي في الواقع لا تستق أخبارها من فنجانها.. وإنما تنفس آلامها وأحزانها وهواجسها ووساوسها في نقطة أو نقطتين أو...أو.. وترى من منظار واحد.
3-ستتأكد الآن من خيانته:هنا يدخل البطل الآخر على خط النص.. ولكن من وجهة نظر البطلة.. وتبدأ أولى العقد في الانحلال.. ستتأكد من خيانته!! هو إذن خائن لا مجال للشك في خيانته ولكنها تريد دليلا قاطعا.. وأين تبحث عن الدليل؟ في الفنجان.. فهل نحن أمام خيانة زوجية حقيقية, أم أمام حالة من الشيزوفرينيا الأسرية؟؟ هل حقا هو خائن؟؟ وإن كان غير ذلك هل نستطيع رسم صورة للبطل؟ في الحالتين نستطيع أن نشكّل شخصية للبطل .. فهو إما رجل باغتته رياح الخريف من حيث لا يحتسب, وعصفت باتزانه فراح يتحدى الشيب والكبر بنوبة من المراهقة المتأخرة..
لكن لو كان الأمر كذلك؟ هل ستنتظر البطلة (زوجته) وكالة أنبائها(الفنجان) ليثبت لها خيانته؟
لا أظن, ولكن كل الظن إن بطلنا رجل معذّب وفي لزوجته وروتينه الحياتي.. محترم لسنوات عمره وللشيب الذي وشحه بالوقار..
هو وفيّ حتما للذكريات الجميلة.. و"للعيش والملح" يحاول أن يوقف وساوس زوجته لكن هيهات له ذلك لأن حالتها تتفاقم مع مرور الأيام فتتفاقم الخلافات والمنغصات. هو يحاول أن يطمئنها, ويشعرها بأنها لا تزال أميرته.. لكنه لا يستطيع لأنها لم تعد أميرته.. فلقد غيرها الخريف وألبسها شخصية أخرى.. بعد ان أفقدها الثقة بالنفس.
وكيف له أن يريح بالها, وهي لا تصرح له عما يجول ببالها؟ ماذا يقول وماذا يفعل؟ حيرة.. في حيرة.. وحياة باتت تقترب من الجحيم بثبات.
4-فقد تغير كثيراً مؤخرا:
نعم هو تغير, وتغير كثيرا ولكنها لم تتساءل أبدا لماذا تغير, وهي لم تسأله حتى بل ولم تشعره بأنها أحست بتغير فيه.. ماذا تقول له؟ هل تقول له أنت خائن؟ كيف والفنجان لم يؤكد لها بعد خيانته؟ أم تقول له لماذا أغيرتك تجاعيد وجهي؟ أم شيب شعري؟؟ أم.. أم..؟؟
وكيف تسأل عن شيء هي فهمته منذ البداية؟ هي لم تعد تصلح, فرماها عظما كما يقول المثل وذهب لقطعة لحم لتعوضه ما سلبته السنين منها؟ هي تعرف بأن الخيانة هي التعبير الوحيد والتفسير الوحيد للتغيرات التي طرأت عليها/وعليه!!
5-نقطتان و ستظهر الحقيقة:
نعم والدليل على هذا أن فنجانها المبجل قد وعدها بالحقيقة العارية بعد نقطتين, قد تكون ثانيتين أو دقيقتين أو ساعتين أو يومين أو شهرين أو عامين أو قرنين.. أو.. لا يهم متى وكيف.. ولكن حقيقة الخائن ستظهر.. وستملك الدليل على إدانته/ الدليل على صدق حدس الأنثى.. ولا يهم ما الذي سيحل بها أو به بعد النقطتين.
6-طرقتان على الباب:
لم تنتظر طثيرا.. لكن على غير العادة لم تكن النقطتان زمنا وإنما صوتا.. لقد طرق القدر بابها.. فهل تفتح له الباب؟ ولم لا وهو الحامل للحقيقة/ الحقيقة التي لا جدال فيها..
7-يدخل محمولا على الأعناق:
ألم أقل لكم.. إنه القدر جاء مسجى.. ليحمل الحقيقة كل الحقيقة للزوجة المغدورة.. لقد صدق الفنجان وعده.. وجاءها الدليل القاطع.. جاء الدليل محمولا على الأعناق.. لا بل جاء القتيل محمولا على الأعناق..
8-تقريرالطبيب يؤكد إرهاق شديد في الفترة الأخيرة:
مات المعذب بحسرته.. مات ولم تولول عليه ككل امرأة تعرت بموت زوجها.. الطبيب يؤكد وفاته بسبب إرهاق القلب.. لقد أرهق قلبه كثيرا في الفترة الأخيرة.. إذن هي معها كل الحق.. هو خائن خائن.. لقد انتصرت غريزتها.. وانتصر حدسها الأنثوي.. لقد أرهق قلبه مع تلك الساقطة التي سرقته منها.. وكيف لرجل في سنه أن يتحمل شقاوة صبية..!! هذا جزاء الخائنين.. قالتها بشماتة/وأسى فبين كبرياء المرأة.. ورغبتها بأن تكون الآسرة لرجلها ضاعت البطلة.. وفي نفسها قالت: "يا ليت حدسي كان مخطئا"!!
9-لقلب معتل !!!:
وتأتينا الكاتبة بنهايتها.. وتقول كلمتها الفصل في آخر كلمتين من قصتها (روايتها) لقلب معتل!! إذن هو بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب.. الآن أدركت البطلة لماذا تغير؟؟ ولماذا كانت تشعر بأنه يخفي عنها أشياء وأشياء.. ولماذا باءت كل محاولات الحفاظ على الدفء والاطمئنان بالفشل.؟ إنه ما احب غيرها.. فخاف إن أخبرها بمرضه أن تتألم وتسود الدنيا في وجهها.. فأخفى آلامه ومعاناته.. وضغط على نفسه.. وحملها فوق طاقتها كي لا يشعرها بشيء.. لكنها كذبت خفقات قلبه/وقلبها.. وصدَّق الفنجان!!


أختي الفاضلة: لا أملك بعد هذا إلا أن أرفع لك القبعة احتراما وإجلالا
لقد كتبت لنا رواية جميلة مؤثرة..
ولم تكوني كأغلب النساء
ميالة لتجريم الرجل
بل بالعكس
لقد جرمت المرأة/ بعض سلوكات المرأة
وانتقدت ظاهرة الركون إلى التنجيم
وعدم الرضى بما كتب الله
فشرحت ظاهرة اجتماعية خطيرة
ووضعت إصبعك
على داء يصيب الأسرة الوادعة في خريف العمر
قد يكون الرجل سببه في الكثير من الأحيان
ولكن للمرأة نصيبها من المسؤولية
أحييك وأتمنى لك الألق والتميز
وأتمنى أن أقرأ "الفنجان"
رواية جميلة وموحية
لعلها تنفعنا
في خريف العمر

 
 
 
 
 
 

قراءة في نص ( روح) للمبدعة عايده بدر / جوتيار تمر

 
 
 
للروح
ألف نافذة في وجه الليل
موصدة
لا يزعجها في مرقدها
سوى
عواء ذئب ينتظر
غفلة خيط الفجر
لـ يلتهم ما تبقى من القلب
متى تشرق الشمس
لتفتح نوافذ الروح !!!

عايده
9-9-2009


 
قراءة في نص ( روح) للمبدعة عايده بدر / جوتيار تمر

روح

لانهاية توجب التأمل، للبحث في كينونتها ورؤاها وامكانية حصرها ضمن اطر زمكانية.

للروح

اللام هنا تؤثث وتمنطق ماهية الروح، لتخلق تماهياً واضحا بين الدال والمدلول من حيث الانسياب والتوجه، فالروح في العنوان لاسبيل لتأطيرها، او حتى حصرها، لانها اشبه بالكل ضمن الكلية، لكن في (للروح) فسحة من اجل تثبيت مكامنها ومعلمها، باعتبارها نابعة من معين شخصي ذاتي، تمثل روح الشاعرة.

ألف نافذة في وجه الليل
موصدة
المبالغة العددية هنا ليست ملزمة من حيث التجسيد البنوي للقصيدة/ الومضة هذه، وهي في الوقت نفسه ليست تجسيداً حسياً يمكن ملامسته، لكنه مزج لغوي صوفي يستعير العددية لاضفاء قيمة دلالية على وضعها الجواني، ولعل وقفة الشاعرة التأملية مع الذات تظهر بشكل جلي في اقحام الليل ضمن صيرورة الروح، فالروح تستكين ليلاً للراحة وعندها تبدأ رحلة التأملات والتفكير، والجميل في الامر بأن النص يوحي لنا عكس ما يمكن تتمناه الروح في الليل، حيث تصطدم بغلق مسالك الراحة، فتضيع ضمن دوائر الانتماء الحسية والوجدانية.
لا يزعجها في مرقدها
سوى
عواء ذئب ينتظر
غفلة خيط الفجر
لـ يلتهم ما تبقى من القلب

عندما ننفي شيئاً نخلق نقيضه كحتمية واردة، وهنا لم تؤدي اللام دورها في هذا المضمار التشكيلي فحسب، بل الزمت النقيض كضرورة لتبرير الفعل في اصله، وهذا ما اوجب امرين: الاول: اظهار معالم الروح في متسوياتها الجوانية والتصويرية باعتبار (مرقدها) تحديد مكاني مجازي، والثاني: السببية في حتمية النقيض، المكمل للدالة التي الزمتها ال(لا)، وهنا كان لابد من الاستعانة بمدلول يضفي حركية تكون بمستوى النفي الاول، فجاءت اللغة لتبرز قيمة الفعل والعلة معاً، حيث عواء الذئب ليس الا ممراً لبناء مشهدي لاتكمن قيمته في الصورة الظاهرة، انما فيما وراء الصورة نفسها، حيث الغفلة، ويكمل مشهدها الالتهام الغير مجزء، انما المكمل للسابق مما يفرض استمرارية الفعل قبل واثناء، الامر الذي يعطي بعداُ زمنياً للفعل نفسه.

متى تشرق الشمس
لتفتح نوافذ الروح !!!
هذا التغير الذي حصل على مسار اللغة والصورة الشعرية في هذه الومضة، لم تكن ضرورة، الظرفية القائمة هنا دخيلة، تكاد تظهر بمظهر الاصطناع التام، وربما شاب القصيدة في ختمتها، على الرغم من ايحاءاتها التي تؤثث لعوالم الاملية.
9-9-2009
 
 

 

 
 
 
 
 
 
 

يوسف : الرمز الأسطوري ....... من حافظ الشيرازي ......... إلى عايدة بدر /// للكتب بنده يوسف



 
يوسف : الرمز الأسطوري ....... من حافظ الشيرازي ......... إلى عايدة بدر
 
 



 


يعرف الرمز فى الأدب بأنه المفردة أو العبارة التى تحمل دلالات مشتركة فى ذهنية جمعية ما ، ويختزل كم من المعاني الدلالية العميقة ليعبر عن تجربة شعورية ؛ يتولى الرمز التعبير عن ما أرادت البوح به بكل دقة وقوة إتصال مع المتلقي .

فكما يقول الفيلسوف الأمريكي تشارلز بيرز : الرمز هو ما يمثل الإنسان حيث يشكل طابعه التمثيلي
والرمز يعتمد على مصادر عدة كالتاريخ والتراث والدين والأسطورة ، والأسطورة هى المصدر الأغنى لأنها تعتمد فى تكوينها على مصادر عدة كالتاريخ والتراث والدين ، فهى تعتمد على الرمز لتكشف مدلولاتها ، ومع الرمز تتعدى قيمة الأسطورة عن المعنى الذى عرفناه دائماً فى كونها مجرد خرافة تاريخية ، فالعالم البنيوى الشهير كلود ليفي ستراوس فى مقالته التنظيرية " الدراسة البنيوية للأسطورة " كان يؤكد على كون الأسطورة ليست نتاج ملكة خرافية ، بل هى وعاء يحفظ أنماط وأشكال مترسبة من التفكير تساير وجود الإنسان فى ماضيه وحاضرته ومستقبله . فالأسطورة تعبر عن نظام رمزي ثقافي يماثل النظام الرمزي اللغوي كلاهما يبحث عن التواصل والإستمرارية ، فالأساطير لاتعرف الفناء أو الموت فهي حية تنفذ فى نصوص الإنسان بآلة الرمز .

ورمزية يوسف عليه السلام ، من الرموز التى شحنت بكثير من المدلولات والمعاني ، بدأت رمزيتها بمدلول تاريخي ديني ، كما فى سفر التكوين فى الإصحاح " 37 " ، إلى أن خرجت من قيمتها السردية التاريخية ؛ لتصبح رمزاً أسطورياً حمل فى طياته تراكمات من الرموز والمدلولات ، وصار لهذا الرمز قيمة ماتحمله الأسطورة من دلالات للفكر الإنساني كثنائيات الخير والشر ، والمعرفة والجهل ، والتيه والهدى ، والقبح والجمال ، والإنسان المفرد والغواية ، والبرئ والمذنب ، والقيد والحرية ، والسعادة والشقاء ، والوصل بالنعيم والإنفصال عنه ..... فالرمز الأسطوري هو نتاج معرفي جمعي له امتداد فى الماضي والحاضر والمستقبل ، وبه يحضر الماضي فى وعاء الحاضر ليمتد ويتكرر فى المستقبل .

وعندما كرر الأدباء تراتيل هذه الرمزية ليوسف عليه السلام كما رأينا عند نظامي الگنجوي ، وعبد الرحمن الجامي ، وحافظ الشيرازي وعايدة بدر ؛ لم تكن الغاية من هذا التكرار هو أن يكون يوسف عليه السلام مضمون وجوهر تلك النصوص ، بقدر ما كانت الغاية هي رمزية يوسف الأسطورية بما تحمله تلك الأسطورة من إشارات ورموز وثنائيات أحاطت بوجود الإنسان ، وهذا نلمسه فى توظيف الأدباء لرمزية يوسف كـ حافظ الشيرازي وعايدة بدر ؛ كرمزية لثنائيات عدة كالنعيم والجحيم ، والسعادة والشقاء و...........



 


 
فيقول حافظ :-
 

 


 


يوسف المفقود سيعود إلى كنعان *

فلا تحزن

بيت الأحزان يوماً يصير روضة

فلا تحزن

أيها القلب الحزين حالك سيتبدل

فلاتبتأس

وهذا الرأس المضطرب سيعود للسكينة

فلا تحزن



 

 
وعايدة تقول :-
 
 





يغتسل وجهك صباحا

في نهر الحزن

ترتدي أحداقك السواد

و يحط طائر الفزع بين كتفيك

فتأكل الطير من رأسك

أي مساءات عجاف تلك التي

تُطعم نبضك ..........

أي شهب تلك التي

تملء روحك .........

فتحرق قلبي

نبئني يا ........ يوسف

 





* یوسف گم گشته باز آید به کنعان غم مخور

کلبه ی احزان شود روزى گلستان غم مخور

اى دل غمدیده حالت به شود دل بد مکن

وین سر شوریده باز آید به سامان غم مخور





 

قراءة المبدعة القديرة هيام مصطفى قبلان على قصيدة " أغنية لملح الليل " / عايده بدر

 
 
 
أغنية لملح الليل

يتمدد على أزيز الشمع صوتي
لا شيء يعنيني من أمر تلك السحابة العابرة
حتى انزلاقات الحرير الباهتة على أنفاسها
؛
على الأرض بقايا ارتعاشات رشحها الندى
ملغومة فيها رجفة أناشيد الرطب السخية
و خلف قضبانك تحرر القصيدة عريها
؛
كثيفة غفوة المسافات على امتداد جليدك
يمشط الضباب في صدري صدى أوزاره
فأي نهر مستيقظ الأن لأفرغ فيه ملحي
؛
أي شيء لنا ؟
هكذا يبتلع الليل حنجرة السؤال
حين يبدأ الجسد احتمالات التوهم
يتساقط على الطين مطر العشب
نصطاد بهمة لغو العابرين من امتداد الظل
نضمد بلاهة قطبين نازفين بالحبر
و نمرر بين شفاه الصمت أغنية لنا
؛
" لعبة خاسرة أنتَ أيها الليل "

عايده
14/4/2013




أغنية لصوت يتمدّد بليل من شمع يئزّ وينزّ بطعم الملح ، وغرابة الحدث ، هل هو الرهان في حالة سباق مع هذا الليل بانتظاره ؟
قصيدة تتحرّر حتى من عريها ،، تنزلق في متاهات بين ارتعاشة ندى ورجفة أناشيد ملغومة، هو البحث عن نهر يتّسع لكل هذا الحزن لمل الكلمات والحروف النائحة على مدى المسافات ، هكذا وبكل بساطة شاعرتنا تخرق الضباب لتعلن فقدان الاجابة عن سؤال لا بد منه "أيّ شيء لنا"؟ قطبان نازفان يبحثان عن احتمالات وهمية من خلال لعبة خاسرة ،، !
أغنية لملح الليل هي أغنية الصمت التي لم تصدح بعد ، لا شمعة بأزيزها ولا سحابة عابرة قد تبدّل مسارات الحظ .
مبدعتنا الراقية عايدة بدر لقصيدتك اطلالات أخرى قد تتطور بشكل مختلف وذلك لصورها الجمالية والانزياحات اللغوية واعتمادك على فنية اللغ النثرية في السرد وكأني بك تقصين على المتلقي عن ليل كانت لعبته خاسرة ،، قصيدة قابلة للتأويل بدلالاتها وايحاءاتها ،، أحييك عايدة وأثبتها لجمالها واتقانك اللغة الفنية المتميزة فيها ،
مودتي / هيام




 

قراءة المبدع القدير مجدي الجراح على نص " أغنية لملح الليل ،،، عايده بدر "

أغنية لملح الليل

يتمدد على أزيز الشمع صوتي
لا شيء يعنيني من أمر تلك السحابة العابرة
حتى انزلاقات الحرير الباهتة على أنفاسها
؛
على الأرض بقايا ارتعاشات رشحها الندى
ملغومة فيها رجفة أناشيد الرطب السخية
و خلف قضبانك تحرر القصيدة عريها
؛
كثيفة غفوة المسافات على امتداد جليدك
يمشط الضباب في صدري صدى أوزاره
فأي نهر مستيقظ الأن لأفرغ فيه ملحي
؛
أي شيء لنا ؟
هكذا يبتلع الليل حنجرة السؤال
حين يبدأ الجسد احتمالات التوهم
يتساقط على الطين مطر العشب
نصطاد بهمة لغو العابرين من امتداد الظل
نضمد بلاهة قطبين نازفين بالحبر
و نمرر بين شفاه الصمت أغنية لنا
؛
" لعبة خاسرة أنتَ أيها الليل "

عايده
14/4/2013



الأغنية والملح والليل مفردات تجمع الحكاية فالأغنية بوح ينسكب من نغم شجي عذب واضح الدلالة فلمن يا ترى هذه الأغنية ؟ إنها لملح الليل . أما الملح فله ميزة البياض لكنه نقيض العذوبة وأما الليل فيتشح بالسواد الذي يخفي خلفه كثيرا من الأسرار إذن هناك ثمة اتساق باطني لم يكن جليا حتى أمام الشاعرة إنما رسمته ريشة تكونت من ظلال الحدث , وتمضي الشاعرة وترسل المزيد من الرسائل المعبرة عن مشاعرها وأثارها التي فتحت من خلالها قنوات عبرت من خلالها بين المرئي أمامها وأصوات الانفعال الداخلي فأمسى للشمع أزيز وصوتها يتمدد فوقه . ثم إن كل ما يمر حولها على أهميه وجوده في لوحة الوجود لا يعنيها ولا حتى تلك النعومة والانسياب القابع في تكوين وجه تلك السحابة التي تحملها ريح مشبعة بالندى حيث تطرق هذه الصورة الإحساس المعنوي إلى الدرجة التي تفيض منها إلى عالم الإحساس المادي فها هي تتلمس بفكرها ما يشبه ملمس الحرير . إن كل ما يشغلها الآن بقايا ارتعاشات رشحها الندى لكنها ملغمة وهناك سياج يقف أمامها يحبسها عن أحلامها فهناك تكمن مشاعر من عدم الثقة وعدم الارتياح وإحساس بالمسافات الشاسعة التي تفصل مكنونات الحلم عن الواقع إنها الأجواء ذاتها التي تلتقي فيها أغنيتها وملح الليل , حرارة مشاعرها التي تقرب المسافات في مقابل جليده الغافي بكثافة بلا حراك ببرود المشاعر الذي يبعد المسافات . وهنا نلحظ استخدام الكثافة المادية للتعبير عن الاستغراق في النوم وهذا من شأنه حفر الصورة في نفسية المتلقي . اما أوزاره وخطاياه فأنها تثير الضباب وعدم اليقين بالمستقبل. هي دائما من يبحث عن مكان لتلقي فيه كل هذا الملح ولا اقل من نهر جار لتفرغه فيه وكل هذا نوع من الوهم وبحث عن ما يبدوا مستحيلا حين نحاول نضمد جرح قطبين نازفين بحبر الكلام بأن نحاول جمعهما أو أن نغني لملح الليل بشفاه صامتة .
الأديبة الكبيرة ملكة المشاعر المحبة التي تنبض بروح القصائد دائما أنت تيجان ورود تتسلق جدران الشوك وأحلامك الجميلة تغفو فوق فوهة الإعصار وحبرك النازف بالإبداع يروي حكاية جرح يزهر ويفوح عطرا.
كل التقدير والإعجاب لكل ما تكتبين
تحياتي وباقات ورد وود
الأديبة المميزة عايدة بدر كنت قد كتبت هذا الرد سابقا لكنه يبدو انه فقد مع العطل الفني الذي حصل قبل أيام وقد حرصت على عودته لاهتمامي وإعجابي بمستوى النص
تحياتي مع بالغ المودة والتقدير

 
 
 
 
 
 

قراءة المبدع القدير مهتدي مصطفى غالب على قصيدة " قبل كل شيء / عايده بدر "




قبل كل شيء
قبل البدء
كنتُ الريح أهز عن الروح خصلات الصمت
فتنفض عن جبينها شهقة الصقيع
تلفح حرائقي أوراق توت مضت عارية
من سوءة الغطاء
كنتُ النور المحترق على ظلك الكسير
شرشف يدثر عري الأزمنة على جسدك
كنتُ اللهفة تجري تحت جلد الشمس
فتشتعل رغبة العشب لـ نزع قيد التراب
أغنية تتلألأ على سطح النبض
فيشق صمتي جيب الفراغ
ترتفع قبة سمائي لتنضج خبز المغفرة
و قوس يشد للمطر آخر انحناءات المساء
قبل كل شيء
قبل البدء
كنتُ أنتَ

/

عايده

 
 

 
القراءة للأديب القدير / مهتدي مصطفى غالب




قصيدة جميلة و تحتاج لأكثر من وقفة أمام تراكيبها الجملية
فهي تبدأ بحرف ( القاف ) و ( الباء) و اللام ... هذه الحروف التي تشكل بتقة من رؤى المستقبل المورق في بدء النص ... حيث تقدم لنا الشاعرة بدء القادم أو بالأحرى ( المقبل) ... حيث تعطيه نكهة البدء الدائم و المستمر ... فلا توقف عن البدء الذي يتناسل حاضراً و مستقبلاً ...
بهذه المفاتيح نستطيع الدخول إلى النص كي نكتشف سرَّ كينوته الشعرية و الجمالية ...
و المفتاح الأخر هو لقراءة الصورة الشعرية في هذا النص حيث تبدأ من تجسيد الحالة بموجودات مادية محسوسة وهي نقل المدرك إلى المحسوس كصورة ( خصلات الصمت ) فالخصلة هي شيء موجود و ملموس بينما ( الصمت ) حالة من الحالات التي تعطيها المشاعر و النفس لأدواتها الجسدية ...و كذلك صورة ( شهوة الصقيع ) إنما هنا هي تزاوج بين حالتين حالة مدركة و هي الشهوة و حالة ملموسة وهي الصقيع فهي حالة من حالات الطبيعة التركيبية للماء أو المناخ ...
و في صورة ( ظلك الكسير ) تقارب بين الحالة الضوئية و النكسار الضوئي لشعاع النور ... أو الانكسار المادي للأشياء الملموسة ...
و في صورة ( جيب الفراغ ) تعود الشاعرة إلى لعبة طفولتها العفوية الحاملة لرؤى جمالية و فكرية راقية في مقاربتها بين الحالة ( الفراغ ) المكانية و الحالة الشيئية ( الجيب) فتعطي رؤية خاصة عن تحول الأشياء و انتقللاتها بين حالاتها المتعددة ... كما في ( خبز المغفرة) فالخبز دم الحياة الفردية و المجتمعية حين تربطه بالمغفرة نكتشف عمق الحالة المجتمعية في صيغة النص الفنية و الفكرية.
و هناك في هذا النص الشعري المكثف صور أخرى ... تفتح آفاقاً أخرى للقصيدة .
شكراً لك ....
مع مودتي و تقديري


قراءة في نص قلم رصاص للمبدع نعيم الأسيوطي / عايده بدر

 
 
قلم رصاص

اشترى قلم رصاص .. خلط الطين بالماء .. رسم خطوطا متساوية .. أشرقت الشمس، فتعانقت الخطوط.. شكلت إناءً فارغاً .. ألقى بداخلها بعض ذكرياتٍ آلمته، فبكى بصوتٍ مرتفع .. حينها.. خرجت من الإناء بعض الكلمات المبعثرة.. صفعته على وجهه، اعترض بشده.. نظر إلى أصابع يده المبتورة ..

امسك بطرف جلبابه الملطخ بالطين .. نطق بالشهادتين.. اهتز الإناء.. خرجت منه بعض الذكريات تنزف دماً.. ارتفعت درجة حرارة الغرفة.. تحول لون الإناء.. زادت سرعة المروحة.. يسمع نبضات قلبه.. يده المبتورة ترتعش.. سقط فوق الأرض.. التفت بعض الذكريات على عنقه.. انهمرت الدموع من عينيه .. اختلطت دموع الفرح مع الحزن.. شكلت أسلحه حارقه..

عادت الذكريات مسرعة إلى الإناء.. تتنفس بعمق.. لحظات من السكون والصمت.. انفتح الشباك من شدة الهواء.. تحرك الإناء داخل الغرفة مذعورا.. ارتفع الإناء عاليا.. اصطدم برأسه.. مزق ملابسه.. تسلل ضوء الشمس إلى الغرفة.. نظر إلى ظله.. الإناء يتدحرج على الظل.. تصدر منه أصوات غير مفهومة.. جلس على الأرض.. امسك بيده حذاءه المتهالك.. رسم خطوطا متعرجة ومتباعدة .. جلس على الخط الأول.. أختلط بكاؤه مع مواء القطة .. وضع يده المبتورة على رأسه.. اختفت منها حاسة اللمس.. ظهرت على وجهه علامات التعجب.. انتقل إلى الخط الثاني.. سقط على الأرض من ضربات الأحذية على رأسه.. وفي الخط التالي غاب عن وعيه.. اقترب الإناء من جسده العاري.. شكل له أصابع من الطين .. تغير لونها من حرارة الشمس .. عانق الطين شعر رأسه الأبيض .. الإناء يضحك .. قفزت من الشباك قطة مذعورة .. اقتربت منه .. اختفى الإناء بأحد أركان الغرفة المظلمة.. نظرت القطة إلى جسده العاري .. أخرجت لسانها في لهفة .. انهمرت الدماء من يده الأخرى .. هربت القطه .. اقترب الإناء منه .. أخذ يشرب من دمه حتى أرتوى.. انتفخ بطنه عن المألوف .. انفجر كالبركان .. استيقظ القلم بعد صمت طويل .. ضربه على رأسه .. غابت الشمس .. نطق القلم قائلا : سني مكسور وجسدي بلا خشب.
***نعيم الأسيوطي
صباح الثلاثاء
6 / 10 / 2009


القراءة / عايده بدر
هو ينزف وجعاً رغم كون قلبه صنع من رصاص أو هكذا يخيل للجميع لكن روحه لم تزل كما هي كما خلقها ربها اول مرة بنقاء لونها الأخضر الضارب في جذور الجرف .....
حين اختلط بالطين نزف وجعا لم يلحظه أحد ... حين رسم خطوط العمر خطا موازيا و آخر متقاطعا لم يدرك أن التقاطع ربما يعني انفصال خط واحد ليصبح خطين قبل أن تتشكل الخطوط لتصنع إناء يسع ذكريات العمر التي تعتمل في نفسه بلا هوادة فيلقيها في الاناء ... فتخرج إحداها مذكرة إياه أن يتوقف .......فقد تآلمت الذكريات بحرقة ما يصبه هو في الإناء و رغم أن يده مبتورة لكنها تعرف جيدا كيف تعيد تشكيل الخطوط لتعيد تشكيل الاناء حتى يتسع لهذه الذكريات ... ما بال الذكريات لا تحمل إلا الألم ألا يفتش عن أفضلها ........و ترسم خطوطا جديدة متعرجة لحياة لا يعلم الآتي منها كيف يكون .....
لم تفلح الشمس أن تسكت ألم الذكريات التي انسابت فملئت الإناء و فاضت فأغرقت روحه بعد أن شكلت يده المبتورة خطوط حياته الجديدة المتعرجة و الأن فلينزف دمه كما يشاء له الوجع و ليشرب منه هذا الممتلىء ألما و ذكرى ... ليفيق الرصاص ... و ينظر لنفسه ...فيصرخ في صمت مرير : سني مكسور ... عارٍ بلا جسد ... ألا من مغيث.............................
أستاذنا
نعيم الأسيوطي
لوحة أخرى من لوحاتك ... و أنين آخر لهذا الشامخ
" القلم الرصاص "
دراما قصصية حركية– في رأيي المتواضع – فإن هذه القصة تنتمي إلى القصة الحركية كما أراها تزاوج بين فن القصة و فن المسرحية فتخرج لنا هذا النوع من قصة الدراما المسرحية حيت الحركة هي التيمة الرئيسية للنص ... فقد استعار النص هنا من الشكل المسرحي اهتمامه بالحركة فكل ما في النص متحرك غير ثابت و التركيز على الضوء و الظل و استدعاء الشخصيات الرمزية و تضافر كل هذا مع التيمة المعروفة للقصة من الوصف و الإهتمام بالتفاصيل و اللجوء إلى استخدام الرمز و إسقاطه بطريقة تجعل التأويل هنا متعدد الجوانب فتتيح للمتلقى أن يبحث وراء الرمز و لهذا فقد خرج هذا النص أشبه بلوحة مسرحية قصصية ...