فرااااااغ

فرااااااغ

الأربعاء، 12 فبراير 2014

قراءة في قصيدة - نداء الجرح - للمبدعة هيام مصطفى قبلان / عايده بدر

 
 
 
 
 
نداء الجرح
شعر: هيام مصطفى قبلان


أعيدي يا قوى البغـي الحسابـا
فـان لكـل طاغـيـة حسـابـا
وهبّي يا جنود الخيـر غضبـى
ودقّـي النصـر بابـا ثـم بابـا
****
****
تمـادت عتمـة وطغـت سمـوم
و أغرقت الصحاري و الهضابـا
وغـادرت المواسـم ذابــلات
وحلم الروض والصـور العذابـا
كـأنّ المجـد لـم يخلـق ليـوم
صلى العاتـي فأفقـده الصوابـا
ورشّ على دروب الحب عطـرا
صفا في كـل منعطـف وطابـا
****
****
دمشق ! تحـدّث التاريـخ دومـا
فكـان اليـوم أبلغهـا خطـابـا
ومن بردى ... تعالى أي صـوت
ترقـرق دفقـة وحـلا انسكابـا
وعزّ ... فيا روابي الشرق موجي
سفوحـا حـرة وذرى غضابـا
ومـن أمجـاد تشريـن أضيفـي
إلى الشهب التي لمعـت شهابـا
****
****
نداء الجـرح أسمـع كـل قلـب
بحب الشـرق رق هـوى وذابـا
وهل خفقت قلـوب فـي حمـاه
لغير النصر تغصبـه اغتصابـا
تخضبـه وترسـمـه طريـقـا
تألـق نضـرة وزكـا خضابـا
بأغلى مـا لدينـا مـن شبـاب
أعـاد لمطلـع الشمـس الشبابـا
****
****
عذارى الشام ! يا بسمات صبـح
بعذب شروقهـا تمحـو العذابـا
عذارى الشام ! أعددن الأغانـي
سعيـدات وهيـئـن الشـرابـا
وهيئـن الأزاهـر عـاطـرات
وزيّـنَّ المفـارق و الرحـابـا
لمن شرعوا النضال لغوث أرض
ومـن بدمائهـم غسلـوا الترابـا
ومن حملوا هوى الفيحاء عزمـا
ودقوا النصر بابا ثـم بابـا .. !!


القراءة / عايده بدر

هيام الحبيبة
أسعد الله كل أوقاتك بالخير
من " نداء الجرح " الذي حاصر أوطاننا و من قلب الجرح الذي إمتلأت به نفوسنا أحييك ... ربما قرأتك أكثر شاعرة تلضم الحرف مع الحرف و تغرس بينهما زنبقة من فيض روحها في قصائدك النثرية الرائعة .. و لكن هنا أقرؤك شاعرة تزنين الحرف بميزان ذهب ... تقفين الكلمة بعطر الروح و تدفعين من خلالها ذلك الغضب الممتزج بالرفض لقوى البغي و العدوان التي رسمت لوحة حياتك و حياة الملايين معك بألوان ما كانت يوما لهم و قسمت و حددت و قطعت و أوصلت فيما لا تملك
لا أعلم لمَ أجدني و أنا أعيد قراءة القصيدة هنا ترتسم لي ملامح والدك المكرم رغم عدم معرفتي بملامحه الشخصية لكنها ترتسم أمامي فرحة ، سعيدة و قد ملأت السعادة عينيه حين تسلم الرسالة التي تخبره بموعد طالما اشتاقت له نفسه و انتظره على مضض ..
تمضي به الأيام و هو يدعو ربه ليلبي يوما تلك الدعوات بلقيا للأحبة و الأهل و إن كانت زيارة عابرة من بعيد ،، و إن كانت حدود فاصلة تفصل و أسلاك شائكة تنغرس في القلب ليس اليد فقط و ربوة تعلو و أخرى تهبط لتفصل بين ملامح الأهل فلا تكاد تبين و رغم هذا فهذا هو الشوق المتأجج في قلبه قد نشر غيمته على البيت كله فاستعد الجميع لتلك اللحظات التي سيتوقف فيها التاريخ لوهلة طالت أو قصرت لتشبع العين من ملامح ضبابية و لكنها أفضل بلا شك من صورة العدم
كيف تمر اللحظات على كل من في البيت و كيف تمر على شاعرتنا ؟ كيف تستقبل هي هدير الشوق الذي تسمعه يهدر في قلب الأب و كيف انتقل إليها الحلم بهذا اللقاء و هذا اليوم ... يزحف الوقت بطيئا حين نريده أن يمضي سريعا فليس كل يوم سيكون اللقاء و حلم كادت أن تلمسه الأصابع و تشرق له العيون سيتحقق الآن بعد زمن من قحط الرؤية ألم بالجميع
يأتي الموعد و قد استعدت الأرض فتزينت لاستقبال المئات من الأسر التي خرجت تحملها قلوبها لتقطع المسافات الطوال و ها هو الوقت أخيرا بدأ يمضي و لكن من دون أن يتجلى الأمل ... أين ذهبوا ؟ هل حضروا ؟ أين هم ؟ أسئلة كثيرة تتوالى و لكن دون مجيب غير الصمت و حريق شمس يتأجج في الرأس و القلب ...
كيف مر هذا الألم على قلب شاعرتنا و كيف خرج منها لنا هذا هو ما نلمحه في تميز الحرف هنا في قوة الرفض التي تستقبلنا بها الأبيات و كأن الشاعرة تمسك بحجر من حرف قاسيا لترميه في وجه الزمن الذي حكم بهذا الإبتعاد عن الأهل و العشيرة .. ألا يكفي خنجر الحصار ينخر في بقايا الروح ليصبح الألم هو الصديق الأقرب للحياة

أعيدي يا قوى البغي الحسابا=فان لكل طاغية حسابا
وهبّي يا جنود الخير غضبى=ودقّي النصر بابا ثم بابا
****=****
تمادت عتمة وطغت سموم=و أغرقت الصحاري و الهضابا
وغادرت المواسم ذابلات=وحلم الروض والصور العذابا
كأنّ المجد لم يخلق ليوم=صلى العاتي فأفقده الصوابا
ورشّ على دروب الحب عطرا=صفا في كل منعطف وطابا


و لكن تلك النبرة الغاضبة الهادرة في ألم و رفض تتنحى قليلا هنا ليبرز كبرياء المرأة العربية و هي تعرف كيف تستنهض الهمم و هي تعرف كيف تقرأ التاريخ و تعيد قرأته على من لا يملكون من السمع غير هيئته فقط ... فها هي دعوة للشام ،، لروابي الشرق ،، للقريب ،، للبعيد هبوا و لا تكلوا دافعوا و لا تملوا ،، فمن لم يصغ لنا اليوم سيتعلم كيف لنا يصغي حين تهبوا
أيتها السفوح الحرة و الذرى الغضبى هلموا جميعا فالوقت لم يمض كما يتصور الجهلاء منهم ... يا جراح الشرق ضمدي الجرح و هبي فقد حان وقت النصر .. تألقي و إن كان ثمن تألقك هو دم شبابنا فماعادت لنا بهم حاجة إن هنت يا أرضنا يوما علينا

دمشق ! تحدّث التاريخ دوما=فكان اليوم أبلغها خطابا
ومن بردى ... تعالى أي صوت=ترقرق دفقة وحلا انسكابا
وعزّ ... فيا روابي الشرق موجي=سفوحا حرة وذرى غضابا
ومن أمجاد تشرين أضيفي=إلى الشهب التي لمعت شهابا
****=****
نداء الجرح أسمع كل قلب=بحب الشرق رق هوى وذابا
وهل خفقت قلوب في حماه=لغير النصر تغصبه اغتصابا
تخضبه وترسمه طريقا=تألق نضرة وزكا خضابا
بأغلى ما لدينا من شباب=أعاد لمطلع الشمس الشبابا



ثم يعود لشاعرتنا صوت الهديل الذي يميز روحها حين توجه النداء لعذارى الشام ... فأنتن يا فاتنات السماء و الأرض لكن دور لا يقل عن شبابها أبدا
فما بسمة الصباح التي تهدينها إلى وجه الشمس لتعاود الإشراق على جبين كل مجاهد سوى ثغركن الباسم ووجهكن الهادىء الطلعات
فهذا الألق الذي تزدن به في وجوه أبطالنا هو ما يمنحهم تلك القدرة الرائعة على المواصلة لصد كف الغدر عن زهور الأرض :


عذارى الشام ! يا بسمات صبح=بعذب شروقها تمحو العذابا
عذارى الشام ! أعددن الأغاني=سعيدات وهيئن الشرابا
وهيئن الأزاهر عاطرات=وزيّنَّ المفارق و الرحابا
لمن شرعوا النضال لغوث أرض=ومن بدمائهم غسلوا الترابا
ومن حملوا هوى الفيحاء عزما=ودقوا النصر بابا ثم بابا ..



إذن نحن هنا أمام امرأة لا تتخذ من ضجيج اللغة و ضوضاء الحروف سبيلا إلا لترسم دور المرأة بكل شموخ و عز فما كانت المرأة يوما تتخلى عن دورها الذي منحه لها الرب في تهيئة حياة الرجل و المجتمع من حولها و هي بذلك ترسم لمدعي التحرر الأخرق رؤية واضحة لدور المرأة في بيتها و في حياة وطنها و شعبها ...فما بين البيت و العمل هناك حب الوطن الذي ينهض من أجله الجميع رجالا كانوا و نساءً

العزيزة هيام رفيقة الروح
قصيدتك و قصتها جعلاني أبحر ربما بعيدا عن الشاطىء لا أعلم
لكنني سعدت بإبحاري أيما سعادة فمن خلاله ظهر لي من لؤلؤ حرفك الكثير
محبتي لك تعرفينها و تقديري لحرفك أكيد
و لكن هنا محبة و تقدير من نوع خاص لهذا الذي يعتمل دائما بداخل روحك
رائحة الكرمل التي تنبعث من بين سطورك و شوق ألامسه للأرض
خالص تقديري
عايده

رؤية في نص " حصاد " احلام المصري / عايده بدر

 
 
 
{ حصاد }
ق.ق.ج
،،،،

في حقل العمر ،
انشغل بـ جمع الثمار..
و حين ناداها..كانت المناجل قد قطعتها
،،،
،،
،

كانت تزرع ما يريد و تغرس ما يريد و تزين العمر بما يريد
و يقوم هو بجمع الثمار و ليس حصدها فحتى جهد الحصااد لم يكلف نفسه به
ينتظرها لتحصد و هو يجمع من ورائها كالنحلة تسعى و العسل له هو
نست نفسها و هي تزرع لم تنتبه لإقترب االمنجل من حصادها
هي ذاتها نساها و هو مشغول بجمع الثمار التي يبدو من كثرتها و تنوعها ما جعله لا ينتبه لها
حين تذكرها كان أوان التذكر قد فات ليس هذا و حسب
بل و كأن ما مزقه المنجل أمام عينيه من أشلائها لم ينتبه له أيضا
" حصاد " العنوان يحمل وجهين هما له و بينهما ترابط كبير يتوقف فقط على طريقة نطقنا للمفردة :
حصاد ... حين تكون بفرحة و سعادة فهو إذن حصاده هو من الثمار و هذا بالتأكيد يجعل الحصاد عنده أمرا رائعا
حصاد .. و حين تلبس الكلمة ثوب الحزن و الألم
فلابد و أن هذا حصادها هي و هنا نسمع بوضوح نبرة المرار
و الندم في غرس قتلها قبل أن تفرح بثماره
القديرة آحلام
أهلا بحضورك الراقي
و مرحبا بحرفك الثري لغة و بناء و أسلوبا
محبتي و كل تقديري
عايده

رؤية في نص " استفهام " / احلام المصري / عايده بدر





،، استفهام ،،

 

،،
هاتفٌ سريع ، و موعدٌ بلقاء..
تهيأتْ على غير العادة ، ذهبتْ للمكان الموعود
لسعتها عقارب الوقت..لفها حزنٌ كثيف
صحبتها خيبةٌ كبرى.. غادرت و خلفها علامة استفهام
؟؟؟؟

 


هو الانتظار الذي بدأ من قبل أن يصلها الهاتف و يتم تحديد الموعد و ظنت أن الموعد هو نهاية الانتظار و بدء تحقيق الحلم / الأمل و لكن لأن يد الزمان شحيحة فكان الانتظار قدر و ليس حالة تمر بها فقط و كل ما في الأمر هو تغيير المكان فبدلا من الانتظار في البيت تغيرت وجهة المكان ليكون الانتظار أيضا مصاحبا لها في مكان آخر
علامات استفهام تكبر بداخلها كلما زادت نظرات من حولها لها و هي تمضي الوقت منتظرة بلا طائل و عودة تصاحب فيها الخيبة مع الانتظار :
ربما خذله الوقت و لم يسعفه ،، ربما حدث شيء له ،، ربما نسي الموعد من الأساس ،، ربما هو بصحبة غيرها ،، كثير من تكهنات تقف خلف علامة الاستفهام الأخيرة
أحلام العزيزة
أهلا بك في ركن القصة و " استفهام " سرد راق مختزل للحرف مكثف لكنه لا يبخل برسم صورة الاستفهام بشكل راق ،،، ذكرتني قصتك هنا بقصيدة العظيم " محمود درويش " / في الانتظار
تحياتي لك و لحرفك كل البهاء
عايده

رؤية في نص " جرأة " محمد النعمة بيروك / عايده بدر




جُرأة

طرد كلَّ هواجسِ الخوف من المقابلة، وتقدَّم بخطىً ثابتة مُحدِّقاً في عينيْها الحالمتيْن بشجاعة، واعترف أخيرا بكلِّ مشاعره الدفينة نحوها منذ فترة.. وقَبْلَ أن يغادر؛ أقدمَ على خطوةٍ أجرأ.. وقَبَّلَ الصورة!.


تملكته الشجاعة أخيرا ليخطو خطوة ما كان يستطيع أن يفعلها لو كانت أمامه الآن .. فعلى بعد خطوات أيا كان مقدارها تقبع هي في مكان لا نعلم عن حالها الشيء الكثير بينما هو يواجه صراعا داخليا عنيفا بينه و بين نفسه ليستطيع الاعتراف ... أرى الاعتراف هنا مر بمرحلتين :
- صراع داخلي بينه و بين نفسه ليقرر هل ما يطغى على مشاعره من اهتمام بها هو حقا حب
- صراع خارجي بينه و بينها و جدار من خوف يفصل بينهما و لا مناص من الاعتراف أن هذا العشق ملك عليه كيانه و لكن كيف و هو المقيم خلف جدار الخوف
من هنا جاءت مفارقة العنوان فالجرأة هنا كانت سخرية من هذا الذي ظل يصارع نفسه حينا بعد حين و لما تجرأ على البوح كان للصورة التي تحمل ملامحها و هي كل ما يملك منها فلعلها لا تعرف بوجوده محبا و عاشقا لها ...
مبدعنا القدير بيروك
بنسيج شفاف من الجمال نسجت هذه الومضة الساحرة و كأني بها قطعة من الدانتيل الفاخر
سكبت كثيرا من أفكار في كأس من قليل الحرف فتناولناه شرابا سائغا للشاربين
دام تميز قلمك أخي و لحرفك البهاء
مودتي
عايده

رؤية في نص " حياة لم تعش " / نعيمة زكي مبارك / عايده بدر

 
 




حياةٌ لم تُعش
 
اعتكفت، مرة أخرى في احدى زوايا غرفة النوم، لا يؤنسها في وحدتها سوى سجادة وسبحة،تطيل سجودها لتعذب شيطان الزمن وتبكي...علّ الدموع تبوح بما يعجز اللسان عن نطقه...
تأخذ من لحظات تأملها الطويلة استراحة، فترسم على وجهها ابتسامة مصطنعة، لتتفقد طفليها الحبيبين،تخدر مشاعرها برهة وهي تقبل جبين النائمَين...لتعود، وهي تتضرع لله أن يلهمها جرعة أخرى من صبر طلقها ثلاثا.
نامت برهة، أو لعل جسدها المنهك أوحى لها بذلك،ثم تنبهت لصوت الباب يفتح،سرت في أوصالها الرعشة اللعينة تلك،وأخذ قلبها يدق بسرعة...سمعت صوته المبحوح يلعن ويعربد كالعادة،فدفنت رأسها بين الوسائد حذر البكاء...
دخل زوجها محمر العينين ثملا، وهو يلعن البلاد والعباد،اقترب منها يسحبها من السرير ويطالبها أن تكون امرأة...أن تجهز له وجبة لن يأكلها، لكنه يمعن في التعذيب لإذلالها...تذعن خوفا على أبنائها والفضيحة، وتتوسله أن يهدأ، فما يزيده ذلك الا تعنثا...
تمر سويعات قليلة قبل أن يستسلم السكير لنومة وليدة الموت،لتنهض من جديد نحو سجادتها والسبحة، تحكي لهما عذاب السنين...
يمر شريط حياتها برقا أمام عينين جميلتين أذبلهما دوام السهروغزارة الدمع، فتتذكر حياة سابقة وحبا أول...تتذكر كيف كان زواجها محض الواجب، كبرت وتوظفت، فتزوجت، تلك سنة الحياة، فرض عليها ان تترك من تحب لأنها في مجتمع محافظ...يحافظ على حكم الاعدام لجنس دون آخر...تزوجت راضية وفي نفسها قناعة الحب بعد الزواج، فأسلمت نفسها لزوج حنون طيب،بسيط التفكير...هكذا كان قبل أن تطفو على السطح مراهقة الكهولة، فيقرر أن يعاقر الخمر متأخرا،ويقرر أن لا واجب يربطه بزوجته، ليقطع بها وبأبنائه كل صلة...يغيب نهارا في العمل، وليلا مع أصدقاء السوء...
تحاول جاهدة ان ترسم له في خلدها ذكرى محبة صافية فلا تستطيع،لتغلف حرقتها بالدعاء والصلاة.
لم تكرهه رغم تقصيره في كل شيء...فراتبه بالكاد يكفي نزواته الجديدة، وقدرته على إرضائها صارت معدومة تماما، ليعوضها بكثرة الصراخ والتعنث...لكنها صبرت، صبرت من أجل فلذتين من كبدها نذرت لأجلهما بقايا روح...
كبر الأبناء، وصار لكل منهما حياته بعيدا عنها،ومات الزوج...لتبقى، مرة أخرى، وحيدة بين جدران باردة،لا يؤنس وحدتها سوى سجادة وسبحة...تطيل السجود لتعذب شيطان الزمن وتبكي...أن لم تعش لأجلها قط.
09/08/2012
 
 
 
القراءة / عايده بدر
 
و كيف لا و هي امرأة شرقية
ما بين سجادة صلاتها و مسبحة تترنم بالمستغفرات من وجع الحياة
أفنت عمرا طويلا تخدم و تقدم و تزيح الهم و العسرة و تمسح الجبين
كبر من كبر و تقدم في مدارج حياته و مات من مات بعد أن أخذ حياتها
ما بين شعور الواجب و الحتمية التي يربي بها المجتمع نساؤه
و بين اللامبالاة و الاهتمام بذكورة شكلية يربي بها نفس المجتمع رجاله

كيف لا تسقط حيوات نسائه هنا و لن نقول هدرا لأنها في النهاية تقدم
حياتها افناء لحياة أطفالها و كأن الحياة حتى تستقيم
لابد و أن تقام على جثث الأخرين
بالطبع دور الأم هو دور البطولة في حياة الأبناء و لكن ألا يمكن
أن تقدم الأم حياتها و هي تحيا بكرامة و اطمئنان دون المساس بكرامتها ؟
بالطبع النموذج هنا للرجال ليس هو النموذج الأوحد لكن لا يمكننا
أن ننكر أن عددا كبيرا لا يستهان به من الرجال يكون هذا هو
نمط حياتهم و أن تلك المرأة هي نموذج لكثير من النساء
في مجتمعاتنا الشرقية
الرائعة القديرة نعيمة
حرف يرصد حياة واقع معاش في مجتمعاتنا
و يتتبعها بسرد راق متين و لغة جزلة قريبة
و يبقى مضمون السرد بطله الرائع و متوج قصتك الراقية
كل محبتي لروحك الرائعة و لحرفك كل التقدير
عايده
 

 

رؤية في نص " عزاء " / فامة الزهراء العلوي / عايده بدر

 


عزاء

يحتاج النص لأكثر من قراءة زهراء الغالية
ليس فقط للغتة الشعرية العالية و رمزيته المؤثثة له
لكن لأنه يتجه بصورة أقوى تجاه الومضة الشعرية
خصوصا مع غياب عناصر التشكيل فكأن الحلقات الناقصة هنا
تحتاج لربط متين بينها يقوم به القارىء و لا تقدمينها له
في ثلاث ومضات تجمعهم وحدة " موت الحلم "
و إذا كان يجمع الومضة الأولى و الثالثة " موت مساء تعرى فيه الوطن "
لكن تبقى الومضة الثانية كأنها حفر عميقا لتمهد للختمة المؤلمة
و كان موت الحلم هنا انعكاسا لصورة الوطن المتعري
و كنت أفضل لو كانت مفردة " القبر " منكرة أيضا كــ مساء
و حلم لتمنح ذات الوقع في نفس قارئها و تسير بنفس جرسها الموسيقي

عــــــــزاء

على ناصية مساء
رجع الوطن عاريا..

على ناصية حلم
اكفهرت الغيمة ُ الوحيدة المتبقية
وأمطرت وبالا..

على ناصية القبر
كتب بخط صغير جدا: هنا مرقد مساء مات شنقا على مقصلة العراء...


قديرة حروفك الرائعة و لروحك الغالية
محبتي الدائمة و فيض التقديرعايده

رؤية في نص " ومضات قصصية " / عمر مسلط / عايده بدر


 


ومضات جمعت فحوت
تبدو ظاهريا أنه ليس بينها وحدة سرد
لكن لربما نستطيع تقسيمها لقسمين

جائزة

تسلَّم جائزة أفضل عمل روائي طويل .. عاد إلى بيته .. فأدرك ان حياته قصة قصيرة جداً ...


تصفيق

أدخلوه المدرسة .. علَّمه الأستاذ التصفيق ... مات الأستاذ .. وما زال الطفل يُصفق ...

هروب

في محاولتها للهروب من ظلها .. فقدت ذاتها ...

فراشة

هَبطت قبل قليل .. باحثة عن جناحيها ...


الومضتان الأولتان تجمعهما فكرة "الهباء "
فالأول حصل على جائزة أفضل عمل روائي طويل
بينما حيته و نفسه كانت عمل روائي قصير جدا
و الحكمة هنا لم يعتبر
بينما الومضة الثانية تختزل لنا حياة مرت في هباء التقليد
دون التفكير و نقص الوعي الذي أحكم حياتهفقط على ما تعلمه
و لم يفكر بتجديد تلك الحياة فانصرفتمنه هباءً

بينما الومضتان الأخرتان يحيلانا لفكرة " السقوط "
فالأولى حاولت أن تفر من ظلها و اكتساب ظلا ليس لها
ففقدت ذاتها و كان سقوط مدو ليس له من قيام
بينما الثانية حلقت بعيدا بعيدا ي الضوء فاحترقت
و سقطت من علو تبحث عن أجنحة أذابها الضوء بلا هوادة

القدير الراقي
عمر مسلط
مرحبا براقي حضورك و حرفك القدير في قناديل
و لعلي أتفق أيضا في إفراد كل نص وحدهلعمق فكرته التي تتناول الكثير و متانة السرد
و اللغة البسيط ظاهرها العميق مضمونها
حاولت هنا أن أكون بين ضفاف الحرف و لعلي اقتربت أو ابتعدت
لكن الحرف حقا جدير بكل التقدير و أن يرتفع في سماء القص هنا
كل تقديري و مودتي
عايده




 

رؤية في نص غاصب / يحظية حيسن / عايده بدر





غَاصِب ..
حرق القلوب واستحل الدماء، قتل ونهب، اغتصب وتاجر،

بعد أن اسْتُغْنِيَ عنه عاش فاقد الذاكرة والوجدان، ومهمش الهوية
يحظية حيسن .
 
القراءة / عايده بدر

لعل الومضة هنا يكن تقيم مرحلتها الزمنية لمرحلتين زمنيتين
بينهما فترة تعوّد فيها على أفعاله حتى أصبحت جزء لا يتجزء منه
بدليل فقدانه لهويته وقت صمت عن اقتراف جرائمه
لذلك وضعتها أنا متتالية في سطرين لا سطر واحد

لكن المثير هنا بعد أن اسْتُغْنِيَ عنه لأنها كانت كفيلة أن تمنحنا
رؤية عميقة لمثل هذه الشخوص التي تكون في أساسها
أداة يحركها من هو أعلى منها
فالاستغناء عنه يعني أنه استفحل في جرائمه و أطلق ليده العنان
ربما لم يفطن لمثل هذه النهاية و أرى ومضتك تسجل صورة سياسية
أكثر تشكيلا منها اجتماعية و إن كانت بالطبع اجتماعية
في مقام أول
القدير الراقي يحظيه حيسن
كل المودة و التقدير لراقي الحرف و الفكر
عايده

 

 

قراءة في نص " يوم عادي جدا " / بارقة أبو الشون / عايده بدر






يوم عادي جدا
رغم ثقله لأني أحس أن التنفس أصبح صعب جدا أثقلني حمل يزداد ,بل يكاد يسد أنفاسي ويشل حركتي حيث لايمكنني التقدم خطوة ولا النوم ولاحتى التقلب كما أريد والى أي جهة.

ما الذي يجري أي نبض ثان امتزج بين ثنايا صدري لالا انه في كل دمي حيث يسرح ويجول في شرياني القادم إلى القلب لا اصدق أني سوف احمل إلى هذا العالم وليداً
كيف سيكون وكيف وأنى التقيه؟؟
لم تستمر التساؤلات كثيرا فقد كانت الآلام تحيط بجسدي ولا أعرف للهدوء وقتاً لم أتعود أن أشكو أمام الآخرين ولا أستطيع الصراخ ,لا أريد أن اذكر التسعة أشهر
,وكم عانيت فلا اعتقد اني قادرة على سرد عذاباتي وليس هناك أيضا من يستطيع تحسس ذلك ,فلم تكن إلا أيام لمخاض متواصل العناء حيث ليس عليّ سوى تقبل ازدياد الألم وتحمله لا أعرف لماذا يعتبره الجميع مسالة طبيعية .
ولماذا تستغرب أمي ..وتضيف وبعد سوف تتحملين وتزدادي ثقلا وتأتي أيام لاتنامي وصبح لاتعرفي فيه الراحة وحدث الأكثر مما قالت وتذكرت وبعد وبعد...
ما أكثر عناد المرأة وهي تتحمل هذا ..والجميع يعتبره (واجبا ........)
-وهل تنوين أن تغيري قانون الأرض والسماء قالت أمي وان قلت لالالالالالالا ما لذي سوف أغيره؟؟؟ وأنا من ليلة أمس مهددة بانتظار مشرط الطبيب وقرار العائلة.. أي عيون هذه التي تمر بهم جميعا وهي تخفي الكثير..
ولا اعرف ما إذا كنت أريدهم قربي أم لا اريد احداً فالألم وحده يحيط بي ويصلبني على مقصلته انتظار الفجيعة أم الاستمرار كيف يقولون انه سيزول بل سيكون بحجم العمر كله هذا إذا بقى في العمر هنيهة فموج الموت يلاطم اللحظات القادمة حيث أكد الطبيب فلا مفر إما الطفل إما إلام وربما الاثنين ..
أي حمل أنوء به دون خيار لي فيه ولا ... كأني قبلت أن ارتطم بجدار ...
وهل يطول ..
السقف هو أيضا يستند على رئتي وصدري ويسد الأفق حيث يضغط من حولي وعلبة الأوكسجين تنبت فوق انفي كي تسد الهواء الأرضي والغثيان ا لذي افقدني التوازن طيلة الأشهر الماضية .
لم اعد اكترث له فما عندي الآن أصعب بكثير فانا التمس الحياة لجنين لم تدب فيه الرؤية سوى خفقة مني إليه والى العالم الأكبر أنى لي الترقب وصوت قلبي والموت يحدق بنا نحن الاثنين ..
أحاط بي الكادر الطبي بعد القرار الأخير لإجراء عميلة قيصرية وتأكدوا من عدمية الانتظار حيث ازداد الخطر واقتربت آفة الموت من شرفاتي وهذا الكائن الذي يتربع في أحشائي دون أن ألامس وجوده ربما لايتسنى لي أن أحادثه دعني إذن أودع العالم ...
قطعت أنفاسي بكمامة الأوكسجين والاسئلة المعتادة لا استطيع الرد عليها حيث ملأت أفكاري بدوامة الحياة والتسرب منها بهذه الطريقة لم تكن مهيبة كما تليق بمن سوف تعطي كائنا جديداً يحبو ويصدح ..
كيف استسلمت هذه المرة لمشرط الحياة وكيف قبلت أن يسند جسدي دون كفن إلى مقبرة القلق والى دخولي حومة المخاض الكبير,
كنت فراشة لوحدي بين أروقة الحلم لم اعد أعي ما يدور بي فقط أحسست أني الهث إلى دائرة مغلقة تطوف بي عالماً أزق غامقاُ وعيناي ليست رهن طوعي إلى أين تهاجر روحي متعبة الظل والجسد ذلك الذي يضعونه على أروقة السكين لم اعد التمسه ولا اعرف عنه شيئا سوى أني غير قادرة على أن اقلب آلامي يسرة َويمنة غير آبهة بدورة زمنية لان الهالات بدأت تزداد بي إسراعا نحو ضبابية المنحى الأمامي الغارق في السعي إلى مالا اعرف كنت أريد أن أتمتم بكلمات ..
لا اعتقد أني قادرة عليه بل يكاد الحس يفقدني روحا كطائر انا تعذبه ريح قوية وتعصف بجسده الملقى على ضفاف البحر الهائج ليأخذه إلى ضفة أخرى.
...
بدأت اسمع بعض الكلمات وأدرك من يتحاور معي دون أن استطيع أن افتح عيني لمشاهدتهم بل وأردت أن أقول حرفًا لكن اكتشفت أني غير قادرة على النطق وروحي في عراك مستميت للعودة مرة أخرى لضفة الحياة والألم يقتادني إليهم مرة أخرى دون أن أعرف مكانه حيث سكن الجسد كله أهلا اعرف كيف يمكن أن ارجع إلى غيبوبتي ثانية مبروووووك قالت عمتي واذرفت وصوت البكاء يهد يقظتي وأنا في السقف معلقة الروح وانظر إلى الكادر الطبي وهم يتلمسون بقايا صحوتي.


-افاقت
حالوا محادثتها
كانت في غاية الخطورة
- يالهي كادت تموت قالت امي
لااستطيع التحمل
اعطوني جرعة تخدير لااقوى على الالم,
-حاضر
- لكن ليس الان
لاتعطوها ماء الان
ابنتي :
هذا وليدك انظري اليه
لااعرف كيف تريد مني ان ازهو وانا بهذه الحالة
غريب فهم لايكترثون لجثتي الممدة ويحتفلون به
وعلي ان ارضعة ودمي تناثره اعوام
الانتظار
...


..
انا ولدتك اذ ,فكيف اكون سبيتك قل لي لو لو تعرف
....

كيف أكون سبيتك؟؟


(من حقيبة أمراة)
 
بارقة أبو الشون
 
******
القراءة / عايده بدر
 
 

كيف أكون سبيتك ؟
منذ العنوان و قد يبدو لوهلة أولى أن النص يأخذنا حيث قصة بين محبين
لكن بتتبع السرد المشوق و الذي امتلأ بتفاصيل لكنها ليست
تلك التي ترهق قارئها بل تأخذه أكثر حيث تريد أديبتنا أن نتحلق حولها
لا نشاهد فقط بل نشارك فلهاثنا يبدو في زفرة أنفاسنا و ترقبنا لما
سيؤول إليه الأمر و وجع يملأ قلوبنا مع زفرة السؤال الموجع نكد نسمع
رنينه في أذاننا
بارقة الرائعة
حرفك الذي أعلم جيدا منبته الشجي غمرته لهفة الفرات
ليجري في عذوبة فائقة مكتسحة كل أرض الانتظار
لنصل معه لمصبه دون أن نفقد عذوبته
محبتي دائمة و كل تقديري لبديع حرفك
عايده