فنجان من السادية
كسّر ضلعه الأعوج ...وارتشف فنجانا من السادية ... حين اِستشعر بالأعين شاخصة ... صبغ شفتيه بالأصفر...
ثم وزّع وردا أحمر.
الرؤية / عايده بدر
كسر ضلعه الأعوج ......... تشير إلى حالة من الاستقواء على الطرف الأضعف و الضلع الأعوج دلالة - كما تشير التفسيرات - على المرأة و في الأغلب هنا هي الزوجة المغلوبة على امرها و التي تُعامل معاملة سيئة
و ارتشف فنجانا من السادية .......... فنجان تستخدم مع القهوة و القهوة دلالة هيمنة و سطوة و جاءت كلمة السادية رغم مباشرتها لكنها منحتنا مذاق هذه القهوة و نكهة تلك السطوة و السيطرة و رسمت لنا ملامح العلاقة بين الطرفين حيث طرف يمنح بخضوع و مذلة و استكانة و طرف يأخذ بقوة و سطوة و ربما بكثير عنف و تكبر
حين استشعر بالأعين شاخصة ........... يبدو أن الأمر لم يكن بينهما فقط و أن العنف لو جاز لنا استخدام هذا التوصيف للحالة بينهما كان شاهدا عليه عيون أخرى ربما عيون الأقارب ، ربما المحيطون بهم و لكني أميل لوجود عيون الأطفال تنظر في خوف و هلع من صورة عنيفة في الغالب متكررة بين الأب و الام
صبغ شفتيه بالأصفر ................ الأصفر دليل وهن و مرض و بهتان لون و ضعف و ادعاء و ربما هنا حين استشعر بعيون الصغار تنظر في فزع وخوف و عدم فهم لأسباب ما يجري هنا تعلل بالمرض و التعب و أن عصبيته نتيجة لمرضه أو ما شابه ليمسح من ذاكرته تلك العيون الشاخصة المحدقة فيه
ثم وزع وردا أحمر ........ جاءت القفلة متممة للصورة التي أمامنا فلابد من أن ينهي الموقف و ان يزيل ما تسبب فيه من آلام فربما الورد الأحمر هدية صلح و استرضاء للطرف الآخر ليسكن مواجع تسبب فيها
و ربما كانت ساديته المفرطة قد أدت به إلى توزيع الجراح " مزيدا من عنف " على وجوه الجميع بداية من الزوجة و انتهاء بالأطفال و من هنا يأتي وقع ساديته التي يحتسيها يوميا فأدمنها و أصبحت أسلوب معاملة و سياسة حياتية متبعة منه تجاه بيته بمن فيه
القدير حسن الماسي
الرائع هنا في ومضتك هذ البناء المتقن بشدة و اللعب على دلالات الألوان من جهة و من جهة أخرى هذا التدوير الحادث في بنية النص حيث يأخذنا العنوان ليصل بنا للخاتمة ثم يعيدنا من جديد إليه
الفكرة و كيفية حبكتها هنا ثم الدلالات المتميزة للجملة و بنائها لاشك يثمر هذا نصا كالذي بين أيدينا منفتح على أكثر من تأويل قد أكون اقتربت من أحدهم و قد أكون ابتعدت لكن هذه ميزة النصوص المعطاءة تمنح قارئها حرية التجوال و رسم دربه بنفسه في وسط حديقتها
دمت برقي و ابداع قديرنا الراقي
مودتي و كل التقدير
عايده
30-6-2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق