فرااااااغ : يونيو 2023

الجمعة، 30 يونيو 2023

شرف ق ق ج

أعاد على مسامعها ترتيب جديد لأبجديات العشق... منحته لوحة عمرها يخط عليها بريشة ألوانه ... في انشغالها بتنميق لوحته وغلق نوافذ الآخرين إليها ... تسلل إلى قلب حرف وليد يعلمه أبجديته ويشتق لنفسه لوحة جديدة يزين بها جدارن قلبه ... أما لوحتها هي فقد خط عليها آخر حرف له " أبحث عن امرأة شريفة "

امرأة البحر / غادة السمان

رسم لي بالطبشور دائرة على الجدار
وقال لي : قفي داخلها ...
فانطلقت هاربة إلى شوارع البحر.
* * *
غاضباً لحق بي غاضباً زقزق في وجهي ،
وقرّعني وقال ان القضية جادة وان "البث مباشر"
ويجب أن أعود معه إلى (الاستديو) لأقف
وسط دائرة الطباشير وتحت دائرة الضوء
* * *
مسكينة ومبتلة كمتسول شتائي
حاولت أن أقول له انني انا أيضاً جادة ! ..
ولكنني (أبداً أبداً) لن أتركه يسجنني
داخل دائرة مرسومة بالطباشير على
جدار ما .. أرض ما .. مسرح ما ..
لن أتركه يسجنني ،
لا باسمه ،
ولا باسم الحب ،
ولا باسم الشهرة ،
ولا باسم أحد .
* * *
آه خذ قلبي ، واقضمه كتفاحة
ولكن لا تسجنني داخل دائرة مغلقة ! ...
* * *
ها أنا ألحظ للمرة الاولى ،
وبرعب ان الحرف الأول من اسمك
هو جزء من دائرة فلا تتابع رسمها حولي !
* * *
الساعة مستديرة
لكن رمل الزمن صحارى من الأسرار
تسخر من الاشكال الهندسية .
وأنا أكره الدائرة ،
واكره المربع والمثلث
وسأخرج في مظاهرة ضد المستطيل
ومتوازي الأضلاع وكل ما هو مغلق
كالسجن ! ...
وحدها النقطة المتحركة أحبها
اما الخطان المتوازيات فيثيران حزني
لركضهما إلى الأبد دونما لقاء
ودون أن يتبدل شيء ... بينهما ... وفيهما ...
* * *
إلى شاطئ البحر أهرب منك
وأقف وحيدة
وبطبشورة الحرية ارسم دائرة غير مغلقة ،
مفتوحة من طرفيها باتجاه البحر والافق
وأقفز داخلها ،
وأركض منها إلى البحر ..
البحر ..
البحر ...
البحر ...

أحلام الفارس القديم / صلاح عبد الصبور

لو أننا كنّا كغُصنيْ شجره
الشمسُ أرضعتْ عروقَنا معا
والفجرُ روّانا ندىً معا
ثم اصطبغنا خضرةً مزدهره
حين استطلنا فاعتنقنا أذرُعا
وفي الربيع نكتسي ثيابَنا الملوّنه
وفي الخريف، نخلعُ الثيابَ، نعرى بدَنَا
ونستحمُّ في الشتا، يدفئنا حُنوُّنا!
لو أننا كنا بشطّ البحر موجتينْ
صُفِّيتا من الرمال والمحارْ
تُوّجتا سبيكةً من النهار والزبدْ
أَسلمتا العِنانَ للتيّارْ
يدفعُنا من مهدنا للحْدِنا معا
في مشيةٍ راقصةٍ مدندنه
تشربُنا سحابةٌ رقيقه
تذوب تحت ثغر شمسٍ حلوة رفيقه
ثم نعودُ موجتين توأمينْ
أسلمتا العنان للتيّارْ
في دورة إلى الأبدْ
من البحار للسماءْ
من السماء للبحارْ !

عاشقة من أول لدغة / غادة السمان

منذ ألف عام وأنا أحبك! مثلك أنا، لا أؤمن بالحب من اللدغة الأولى لكنني أعرف أننا التقينا من قبل منذ عصور، داخل الخرافي الحقيقي. وتعانقنا صورتين على صفحة مياه الأبدية ولا يزال ظلك يلاحق ظلي عبر العصور داخل المرايا الأزلية الغامضة للحب ولا أزال ممتلئة بك في خواء القرون المتتابعة.. وثمة غجري، يضيء مصابيح الحنين وهو ينشد على غيتاره ما تخطّه لي فوق أوراق الريح من أشعار.. وثمة غجرية ضالة في غابات العصور تطارد فتات خبز ذكرياتها الآتية معك كي لا تضلّ الطريق إلى "الكوما" الروحية

فرااااااغ