قصر نظر
بقلم الكاتب الراحل / مصطفى أبو وافية
رؤية الكاتبة عايده بدر لنص " قصر نظر " للكاتب الراحل مصطفى أبو
وافية
في هذه القصة بين
أيدينا عرض للحظة زمنية تمر على بطلنا هنا
نظرة جادت بها تلك الفتاة أسيرة النافذة غيرت مجرى حياته
من خلال هذه النظرة و ما أتبعها من سرد عن حياته وقفنا على عقدة البطل
الاهتمام الذي فقده في غمار حربه مع الحياة و هو يؤسس لحياة أخوته
نقف هنا على حياة رجل في منتصف العقد الثالث انفق سنواته في سبيل غيره
و حينما بدأ يفكر في نفسه جاءت نظرات تلك الفتاة لتخترق حصن حياته
أي سعادة كان فيها و هو يتابع نظراتها الشغوفة به و هذا دليل اهتمامها بنفسها و تبديل ألوان ملابسها التي أضفت على جمالها جمالا آخر
هل يعقل أن توافق على الارتباط به و فارق العمر بينهما كبير ؟ و لكن مهلا أليست هي من أرسلت نظراتها تباعا لتقلب موازين حياته ؟!
بعد جدال و أخذ و رد كان القرار بالارتباط بها ... استجمع نفسه و قرر مفاتحة أهلها ولابد أنهم سيرتضونه خاصة و أن له مركزا حكوميا -في نظره - لا بأس به ربما يعوض ذلك فارق العمر بينهما
ما جاء كرد على طلبه كان صاعقة أسكتته عن التنفس للحظة ... كيف يتم هنا بيع هذه الفتاة ؟ أتكون ؟ و تكون و تكون ؟ مئات الأسئلة التي تبادرت في ذهنه و هو لا يرسم لها صورة إلا صورة الفتاة الساقطة ... إذن كيف و هل و ماذا و كل أدوات الاستفهام أعيته في الإجابة عن أسئلته و في شفاء غليل روحه مما شعر به من نار تؤجج جسده و عقله
الانتقام على الطريقة الدرامية هنا كان في نظره الحل ... هل كان ينوي فعلا أن ينصح الفتاة و يبعدها عن طريق الغواية ؟ لا أظن ذلك و لا أظنه أيضا كان يريد أن ينتقم منها بمزيد من السقوط ... لكنه وقف عاجزا و هو قليل الخبرة في معالجة مثل هذه الأمور ... ماذا سيفعل لو أحضرها هنا إلى بيته ؟ لم يطل به التفكير كثيرا لأن دقات على بابه أوقفت الساعة الطنانة في رأسه فها هي جاءت بقدميها إلى بيته ...
تدخل محمولة في صندوق ... صدمة أخرى فماذا حدث لها و كيف يأتون بها هكذا محمولة في صندوق خشبي له ؟ ماذا سيفعل بجثة لو كانت قد ماتت ؟ و إذا لم تمت فأي طريقة غريبة هذه لجذب نظره ؟ هنا أيضا مئات من الأسئلة يقطعها فعل العمال الذين كانوا يحملونها باخراجها من تابوتها الخشبي
ها هي فتاتك ... تسلمها الآن ...................جسد من جبس ............. تمثال ليس إلا
نسينا في غمار ما اخذتنا به الأحداث أن نتذكر عبارة هامة ألقاها الكاتب بين ايدينا دون ضجيج ليجعل منها مفتاح لغزنا هنا " كان بطلنا قد ضعف نظره و استمسك بنظارة سميكة يرى من خلال زجاجها الحياة من حوله " أيكون لضعف نظره فقط سببا في هذا الأمر ؟
لا اظن ذلك فليس ضعف نظره هو ... هو ضعف نظر الحياة القاسية التي حرمته حق التفكير في حياته الخاصة و دفعته دفعا ليصرف أوراق العمر في بناء حيوات ليست له و حين جاء الوقت ليفكر بحياته هو ... لم يجد نفسه يملك شيئا ... شباب رحل و صحة لم يتبق منها الكثير و هيئة مكرمة بخلقة خالقها لعب الزمن بريشته فيها كيف يشاء ... أيكون بعد ذلك ضعف نظره هو فقط من أوقعه في هذا الأمر ؟؟؟
القصة بما فيها تحتوي أكثر من قفلة كان يمكن التوقف عندها و لكن مع كل قفلة كانت ستتجه بالمتلقي في اتجاه مختلف كان الكاتب رحمة الله عليه لا يريده .. هو يريد هذه النهاية لأنها تخدم فكرة محددة في عقله قدمها لنا مع عبارة النهاية و التي أرى فيها بعض مبالغة لا تتناسب مع أسلوب السرد في النص من بدايته و كذلك هذا الوزنية الذي لحقت بعبارات النهاية أضرتها أكثر مما أفادتها لأنها حدت و أوقفت خيال المتلقي بعبارات بليغة تناسب المقامة لا القصة القصيرة
بالطبع يكتنف أسلوب السرد بعض التكرار و بعض الأخطاء لكن ذلك مجملا لم يؤثر على الرسالة من وراء العمل و لا على جماليات النص الآخرى
هذا النص المتميز للكاتب الراحل مصطفى أبو وافية ذكرني برواية عالمية من درر الأعمال الإيرانية للكاتب صادق هدايت بعنوان " البومة العمياء " ناقش من خلالها مثل هذا المشهد و إن نحت الرواية منحا آخر يخدم وجهة نظر الكاتب بالطبع ...
أمر صعب حقا أن نقدم قراءة لعمل متميز كهذا دون تواجد صاحب النص رحمة الله عليه و لكني أهدي قراءتي هذه إن صحت بكل ما فيها لروح هذا المرحوم بإذنه تعالى الكاتب / مصطفى أبو وافية
و أما ما فيها من الخطاء فلا أهديها إلا لنفسي كي أتعلم من جديد على يد الحرف
نظرة جادت بها تلك الفتاة أسيرة النافذة غيرت مجرى حياته
من خلال هذه النظرة و ما أتبعها من سرد عن حياته وقفنا على عقدة البطل
الاهتمام الذي فقده في غمار حربه مع الحياة و هو يؤسس لحياة أخوته
نقف هنا على حياة رجل في منتصف العقد الثالث انفق سنواته في سبيل غيره
و حينما بدأ يفكر في نفسه جاءت نظرات تلك الفتاة لتخترق حصن حياته
أي سعادة كان فيها و هو يتابع نظراتها الشغوفة به و هذا دليل اهتمامها بنفسها و تبديل ألوان ملابسها التي أضفت على جمالها جمالا آخر
هل يعقل أن توافق على الارتباط به و فارق العمر بينهما كبير ؟ و لكن مهلا أليست هي من أرسلت نظراتها تباعا لتقلب موازين حياته ؟!
بعد جدال و أخذ و رد كان القرار بالارتباط بها ... استجمع نفسه و قرر مفاتحة أهلها ولابد أنهم سيرتضونه خاصة و أن له مركزا حكوميا -في نظره - لا بأس به ربما يعوض ذلك فارق العمر بينهما
ما جاء كرد على طلبه كان صاعقة أسكتته عن التنفس للحظة ... كيف يتم هنا بيع هذه الفتاة ؟ أتكون ؟ و تكون و تكون ؟ مئات الأسئلة التي تبادرت في ذهنه و هو لا يرسم لها صورة إلا صورة الفتاة الساقطة ... إذن كيف و هل و ماذا و كل أدوات الاستفهام أعيته في الإجابة عن أسئلته و في شفاء غليل روحه مما شعر به من نار تؤجج جسده و عقله
الانتقام على الطريقة الدرامية هنا كان في نظره الحل ... هل كان ينوي فعلا أن ينصح الفتاة و يبعدها عن طريق الغواية ؟ لا أظن ذلك و لا أظنه أيضا كان يريد أن ينتقم منها بمزيد من السقوط ... لكنه وقف عاجزا و هو قليل الخبرة في معالجة مثل هذه الأمور ... ماذا سيفعل لو أحضرها هنا إلى بيته ؟ لم يطل به التفكير كثيرا لأن دقات على بابه أوقفت الساعة الطنانة في رأسه فها هي جاءت بقدميها إلى بيته ...
تدخل محمولة في صندوق ... صدمة أخرى فماذا حدث لها و كيف يأتون بها هكذا محمولة في صندوق خشبي له ؟ ماذا سيفعل بجثة لو كانت قد ماتت ؟ و إذا لم تمت فأي طريقة غريبة هذه لجذب نظره ؟ هنا أيضا مئات من الأسئلة يقطعها فعل العمال الذين كانوا يحملونها باخراجها من تابوتها الخشبي
ها هي فتاتك ... تسلمها الآن ...................جسد من جبس ............. تمثال ليس إلا
نسينا في غمار ما اخذتنا به الأحداث أن نتذكر عبارة هامة ألقاها الكاتب بين ايدينا دون ضجيج ليجعل منها مفتاح لغزنا هنا " كان بطلنا قد ضعف نظره و استمسك بنظارة سميكة يرى من خلال زجاجها الحياة من حوله " أيكون لضعف نظره فقط سببا في هذا الأمر ؟
لا اظن ذلك فليس ضعف نظره هو ... هو ضعف نظر الحياة القاسية التي حرمته حق التفكير في حياته الخاصة و دفعته دفعا ليصرف أوراق العمر في بناء حيوات ليست له و حين جاء الوقت ليفكر بحياته هو ... لم يجد نفسه يملك شيئا ... شباب رحل و صحة لم يتبق منها الكثير و هيئة مكرمة بخلقة خالقها لعب الزمن بريشته فيها كيف يشاء ... أيكون بعد ذلك ضعف نظره هو فقط من أوقعه في هذا الأمر ؟؟؟
القصة بما فيها تحتوي أكثر من قفلة كان يمكن التوقف عندها و لكن مع كل قفلة كانت ستتجه بالمتلقي في اتجاه مختلف كان الكاتب رحمة الله عليه لا يريده .. هو يريد هذه النهاية لأنها تخدم فكرة محددة في عقله قدمها لنا مع عبارة النهاية و التي أرى فيها بعض مبالغة لا تتناسب مع أسلوب السرد في النص من بدايته و كذلك هذا الوزنية الذي لحقت بعبارات النهاية أضرتها أكثر مما أفادتها لأنها حدت و أوقفت خيال المتلقي بعبارات بليغة تناسب المقامة لا القصة القصيرة
بالطبع يكتنف أسلوب السرد بعض التكرار و بعض الأخطاء لكن ذلك مجملا لم يؤثر على الرسالة من وراء العمل و لا على جماليات النص الآخرى
هذا النص المتميز للكاتب الراحل مصطفى أبو وافية ذكرني برواية عالمية من درر الأعمال الإيرانية للكاتب صادق هدايت بعنوان " البومة العمياء " ناقش من خلالها مثل هذا المشهد و إن نحت الرواية منحا آخر يخدم وجهة نظر الكاتب بالطبع ...
أمر صعب حقا أن نقدم قراءة لعمل متميز كهذا دون تواجد صاحب النص رحمة الله عليه و لكني أهدي قراءتي هذه إن صحت بكل ما فيها لروح هذا المرحوم بإذنه تعالى الكاتب / مصطفى أبو وافية
و أما ما فيها من الخطاء فلا أهديها إلا لنفسي كي أتعلم من جديد على يد الحرف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق