لا أستطيع أن
أبكي!
راضية...
إسمي راضية...ومع أن اسمي نادر الوجود هنا قي جزيرتي إلا انه يصف حالة كثير من النساء فيها...
يقولون لي أن الصبي أفضل من البنت فارضي بل و أفضله معهم..
يقررون أنه من غير اللازم أن أتعلم لأنني إذا تعلمت سأخرج عن أمرهم ومن الممكن أن أجلب العار للعائلة كلها فأصدقهم وأرضى..
يقولون لاتخرجي من البيت إلا برفقة أمك أو أخيك لأنك فتاة ومع أني أشعر بالذل من هذا الأمر إلا أني لا أملك إلا أن أرضى...
لاتلعبي فأنت فتاة...لاتضحكي فأنت فتاة.....
ومن المؤكد إياك أن تحبي فأنت فتاة...وأنا راضية رضيت أو لم أرضى...
أما ما يضحك ويبكي فأنني يجب أن أحب الذي سيصبح زوجي كائن من كان ويجب أن أرضى....
عندما شاهدته صدمت...بكيت كثيرا...لا استطيع أن أتخيل أنني أتزوجه.
-إنه قبيح جدا يا أمي
-وهل الرجل بشكله...انه قدرك ويجب أن ترضي
هكذا أجابتني أمي في أكثر أمر تأثيرا في حياتي...أما محاولتي لطلب المساعدة من أبي أو أخي فدعوني لا أذكر ما حصل وأرضى...
لم أستطع النوم ليال طويلة و دعوت الله كثيرا ألا يتم الزواج لكني بعد عدة أشهر أصبحت زوجته...
كالعادة رضيت
و حاولت أن أحبه أو أن أعيش معه حياة عادية... لكنه كان قاسيا فظا يظن انه أفضل الرجال ....ويظن أن كل نساء الأرض خائنات..ويعدد لي بكل وقاحة كل مغامراته مع الساقطات في رحلاته إلى كل بلاد العالم على متن السفن التي يعمل فيها ليؤكد انه لا يوجد أي امرأة مخلصة...وأنني لست أفضل منهم...وعندما تعبت من ذلك كله صرخت
-لماذا تزوجتني إذا كنت لا تثق بي...
-إذا فكرت أن تخونيني فسأقتلك حتما...
بكيت وعدت إلى بيت أسرتي...حكيت لامي كيف أعيش معه...واستني قليلا ثم قالت
-تلك حياتك التي كتبها الله لك...والسيدة العاقلة يجب أن ترضى...
وأعادتني بنفسها إلى بيت زوجي الذي كان يبتسم ابتسامة المنتصرين مع كلمات أمي التي تغرقه مديحا وثناء...ثم تطلب منه أن يسامحني ...وعندما همست
-على ماذا يسامحني يا أمي هو من أخطأ معي
نهرتني أمي ودلل هو بجملتي تلك على وقاحتي التي يعاني منها..وبكل خبث بدأ يلمح بالطلاق ..فشهقت أمي وأخذت تهددني بأبي الذي لن يقبل مطلقة في بيته...
ويومها عرف أنه مهما تطاول فلسوف أرضى...
أخذ يعود إلى البيت مخمورا و يصفني بأبشع الصفات ...وينزل علي بوابل من الشتائم...
ومرة أخرى رضيت بحياتي معه بكل مافيها من إهانة لمشاعري...لأني إن شكيت لأمي فمن المؤكد أنها ستطلب مني أن أرضى....
بعد عدة أشهر من الزواج سافر زوجي...فرحت
كنت اشعر أن الشيء الجاثم على قلبي قد ذهب...عدت إلى بيت أسرتي-حيث سأنتظر عودته- سعيدة..وأنا أشعر أنني قد منحت فرصة للراحة من ذاك الكائن الذي ابتليت به...وتمنيت أن تطول غيبته إلى الأبد...
لأنني بدونه سيكون أسهل علي أن أرضى...
ومر شهر هادئ...
ثم فجأة بدأت اشعر بنظرات غريبة بين أسرتي...متعاطفة أحيانا وناقمة أحيانا أخرى...
ثم أصبحت أرى تلك النظرات أينما ذهبت بين أهالي الجزيرة...تراني النسوة فيتبادلن الهمسات ثم ينظرون إلي تظرات غريبة ...
بعضهم ينظر لي بحزن وشفقة وبعضهم نظرات لوم واستغراب....
وبعضهم بشماتة مع إني لم أؤذي احد...وطوال عمري كنت راضية ....
فزعت....
وشعرت أن هناك شيء عظيما يجب علي أن أرضى به...
لا....لا أريد أن اعرفه..
لذلك لم أسال أي أحد ورحت أتمنى ألا يقال لي شيئا...ثم سمعت أخي يقول لامي
-يجب أن تعرف اليوم....سيحضرونه غدا
-لاحول ولا قوة الا بالله
قالت أمي...فأغمضت عيني وانتظرت لأسمع أخي يقول
-لقد مات زوجك...قتل في بيت ساقطة ...وعرف بذلك كل طاقم السفينة التي يعمل بها...وغدا سيحضرونه إلى الجزيرة...
لا أستطيع أن أصف ما حصل بي...شيئ غريب اجتاحني..أخذ يمشي في شراييني مع دمي..
بقيت جامدة في مكاني لعدة ثوان ثم دخلت غرفتي.....وأنا لا أفهم ماذاك الذي يعبر جسدي...
أهو حزنا....لا لست حزينة...
أهو فرحا...من المؤكد أني لست سعيدة...
أهو إحساسا بالخيانة...لا فأنا اعرف أنه يخونني منذ أول يوم عرفته..
أهو إحساسا بالخيبة...وهل عرفت الإحساس بالنجاح لأعرف الإحساس بالخيبة...
كان شيئا جديدا....
نعم..
كان إحساسا بالتفاهة..
أخيرا أيقنت أن عالمي كله تافه...وأنني أحيا بتفاهة منذ أول لحظة في حياتي...
رحت أستعيد مراحل عمري كلها...و أشعر بالتفاهة تغمر كل مرحلة فيها...
منذ طفولتي وصولا إلى النظرات التي أخذت الناس ترشقني بها في الفترة الأخيرة...
حتى أولئك الناس تافهون ....ونظراتهم لي في قمة التفاهة...
في اليوم التالي ...
كان البيت يمتلئ بالناس التي ترمقني بنظرات جديدة الآن...كنت اشعر أنهم تماثيل خشبية رسمت معالم الحزن على وجوهها بألوان كاذبة.... شفافة... تظهر حقيقة ما يكنونه تحتها لذلك المقتول في بيت للدعارة...
كانت أمه تنوح بصوت عالي و تبكي بحرقة...لكنها لم تهز مشاعري قيد أنملة..
ونواحها الحزين لم يصل أذني فكيف يصل إلى قلبي...
وأخواته يندبن ويلطمن خدودهن...شعرت أنهم ممثلات و ممثلات سيئات أيضا..
أما أنا فكنت صامتة.....انظر إلى ذلك الجثمان المسجى أمامي ببرود شديد....
جثمان من كان زوجي...ولا أ ستطيع أن أبكي...مع أنني كنت سريعة البكاء أمام الموت...
لكن حتى الموت أصبح تافها أمامي..
سحبتني أمي على عجل وقالت لي بعتاب ولوم شديدين
يجب أن تحزني!!! و تبكي !!
أليس زوجك؟؟...
مهما حصل يجب أن تحزني...ويجب أن تبكي...
وترضي...
أمي محقة...يجب أن أرضى...
لكن بعد كل هذا....ألست راضية؟
ألست راضية؟؟؟!!!
القراءة / عايده بدر
الفاضل
محمد عسيلى
و صباحك خيرو لا أستطيع أن أبكى
نص يعتمد الواقع المرير لما تعيشه المرأة ليست العربية فقط فهذا حال المرأة الشرقية
أستاذى الفاضل لم تبالغ فى حرف مما خطته يمينك هنا ،، وصفت و ووصفت و أجدت السرد
هى نفسها المرأة المقهورة فى كل مكان ،، تحيا كما أريد لها الحياة و ليس لإرادتها أى حساب
مجبرة على فعل واحد حتى أصبحت هى إسما لفعل واجب عليها اتباعه.
لاحظت هنا بعض أمور استوضحها منك اذا اذنت لي:
الاحداث تدور فى جزيرة و هذا أمر استغربه قليلا ،، لما لم تجعل الاحداث تدور فى قرية ساحلية مثلا تتناسب و صورة المجتمع الذى قدمته ، حيث يعمل الزوج على متن احدى السفن .
المرأة هنا جردت من كل شيىء : احساسها بالحياة ، فخرها كونها أنثى، تعليمها ، حتى حقها فى الموافقة أو الرفض لمن ستتزوجه .
لفت نظرى هذا الحوار الذى دار بين الفتاة و أمها و اعتقد هنا انه كان يجب ان يحدث العكس
فالحوار كان يجب ان يكون بين الفتاة و أبيها و طلب المساعدة يكون من الأم و ليس من الاب و الأخ
لأنه فى هكذا مجتمع السلطة العليا تكون فى يد الأب و من بعده الاخ و الام دورها هامشى أو لا دور لها ان شئت الحقيقة فى اتخاذ القرار .. و الفتاة هنا تطلب المساعدة بعد صدور هذا القرار الظالم فلا تجد من يساعدها ،، لذا اعتقد ان الحوار كان يجب ان يتم بين الأب و إبنته و طلب المساعدة يكون من الأم التى لا تملك شيئا فيزداد الأمر تعقيدا بتدخل الأخ و يحدث ما أردت أن تشير إليه و لم تصرح به الفتاة من سوء عاقبة نالتها نتيجة إحتجاج لم يدم طويلا .
"-إنه قبيح جدا يا أمي
-وهل الرجل بشكله...انه قدرك ويجب أن ترضي
هكذا أجابتني أمي في أكثر أمر تأثيرا في حياتي...أما محاولتي لطلب المساعدة من أبي أو أخي فدعوني لا أذكر ما حصل وأرضى..."
نأتى الى النهاية حيث جسد الزوج مسجى أمامها و لا أى ردة فعل من تجاهها ،، أعتقد أن من يكون فى حالتها لن يشعر بالتفاهة أخى بل سيشعر بالإشمئزاز من هذا الجسد المدنس و من هؤلاء الممثليين الفاشليين فى تأدية دور الثكالى و هو دور تعودوا القيام به و لا شك كلما حان موقف مشابه فيرتدون الحزن و يؤدون دورهم و يخلعونه حين العودة الى بيوتهم .
ما يعنينى هنا أن المرأة أدركت أخيرا كم هى بائسة لتحيا هكذا حياة ,, و كم هو قاس هذا العالم الذى يحكم عليها بالموت حية لكونها فتاة ,, و كم من قيود كبلت قدميها لأنها أنثى.
ماذا ستفعل المرأة حيال كل ذلك ؟؟ هل ستكتفى بمعرفة حقيقة أمرها ؟؟ هل ستتحرك لتغيير الواقع الأليم ؟؟ أعتقد فى مجتمع كما قدمته أخى ستكون المرأة ضحية لزوج جديد فالأب لن يرضى عن وجود مطلقة و لا أرملة فى بيته فسيسارع بتزويجها من أحدهم لتبدأ سلسلة جديدة من الألم و الشقاء .
الفاضل
محمد عسيلى
أخذتنا و أبحرنا معك فى مشاهد قصتك الرائعة رغم الألم
أسلوبك السردى جيد جدا و تتابع الأحداث سريعا
لم يدع فرصة لتسرب الملل .
حتى و ان كانت الفكرة قد عبر عنها من قبل
ففى نظرى كل تناول جديد لنفس الفكرة
يجعل منها فكرة جديدة .
أشكرك أستاذى
و أرجو ألا يضيق صدرك لملاحظاتى
هى مجرد إستفسارات او قل قراءة بصوت عال معك
أما عن قصتك فهى رائعة بحق
و كونك أنت الرجل من تشعر بألم المرأة و تعبر عنه بهذا الشكل
فيجب أن أقدم لك شكرى مضاعف و كثير من تحاياى
راضية...
إسمي راضية...ومع أن اسمي نادر الوجود هنا قي جزيرتي إلا انه يصف حالة كثير من النساء فيها...
يقولون لي أن الصبي أفضل من البنت فارضي بل و أفضله معهم..
يقررون أنه من غير اللازم أن أتعلم لأنني إذا تعلمت سأخرج عن أمرهم ومن الممكن أن أجلب العار للعائلة كلها فأصدقهم وأرضى..
يقولون لاتخرجي من البيت إلا برفقة أمك أو أخيك لأنك فتاة ومع أني أشعر بالذل من هذا الأمر إلا أني لا أملك إلا أن أرضى...
لاتلعبي فأنت فتاة...لاتضحكي فأنت فتاة.....
ومن المؤكد إياك أن تحبي فأنت فتاة...وأنا راضية رضيت أو لم أرضى...
أما ما يضحك ويبكي فأنني يجب أن أحب الذي سيصبح زوجي كائن من كان ويجب أن أرضى....
عندما شاهدته صدمت...بكيت كثيرا...لا استطيع أن أتخيل أنني أتزوجه.
-إنه قبيح جدا يا أمي
-وهل الرجل بشكله...انه قدرك ويجب أن ترضي
هكذا أجابتني أمي في أكثر أمر تأثيرا في حياتي...أما محاولتي لطلب المساعدة من أبي أو أخي فدعوني لا أذكر ما حصل وأرضى...
لم أستطع النوم ليال طويلة و دعوت الله كثيرا ألا يتم الزواج لكني بعد عدة أشهر أصبحت زوجته...
كالعادة رضيت
و حاولت أن أحبه أو أن أعيش معه حياة عادية... لكنه كان قاسيا فظا يظن انه أفضل الرجال ....ويظن أن كل نساء الأرض خائنات..ويعدد لي بكل وقاحة كل مغامراته مع الساقطات في رحلاته إلى كل بلاد العالم على متن السفن التي يعمل فيها ليؤكد انه لا يوجد أي امرأة مخلصة...وأنني لست أفضل منهم...وعندما تعبت من ذلك كله صرخت
-لماذا تزوجتني إذا كنت لا تثق بي...
-إذا فكرت أن تخونيني فسأقتلك حتما...
بكيت وعدت إلى بيت أسرتي...حكيت لامي كيف أعيش معه...واستني قليلا ثم قالت
-تلك حياتك التي كتبها الله لك...والسيدة العاقلة يجب أن ترضى...
وأعادتني بنفسها إلى بيت زوجي الذي كان يبتسم ابتسامة المنتصرين مع كلمات أمي التي تغرقه مديحا وثناء...ثم تطلب منه أن يسامحني ...وعندما همست
-على ماذا يسامحني يا أمي هو من أخطأ معي
نهرتني أمي ودلل هو بجملتي تلك على وقاحتي التي يعاني منها..وبكل خبث بدأ يلمح بالطلاق ..فشهقت أمي وأخذت تهددني بأبي الذي لن يقبل مطلقة في بيته...
ويومها عرف أنه مهما تطاول فلسوف أرضى...
أخذ يعود إلى البيت مخمورا و يصفني بأبشع الصفات ...وينزل علي بوابل من الشتائم...
ومرة أخرى رضيت بحياتي معه بكل مافيها من إهانة لمشاعري...لأني إن شكيت لأمي فمن المؤكد أنها ستطلب مني أن أرضى....
بعد عدة أشهر من الزواج سافر زوجي...فرحت
كنت اشعر أن الشيء الجاثم على قلبي قد ذهب...عدت إلى بيت أسرتي-حيث سأنتظر عودته- سعيدة..وأنا أشعر أنني قد منحت فرصة للراحة من ذاك الكائن الذي ابتليت به...وتمنيت أن تطول غيبته إلى الأبد...
لأنني بدونه سيكون أسهل علي أن أرضى...
ومر شهر هادئ...
ثم فجأة بدأت اشعر بنظرات غريبة بين أسرتي...متعاطفة أحيانا وناقمة أحيانا أخرى...
ثم أصبحت أرى تلك النظرات أينما ذهبت بين أهالي الجزيرة...تراني النسوة فيتبادلن الهمسات ثم ينظرون إلي تظرات غريبة ...
بعضهم ينظر لي بحزن وشفقة وبعضهم نظرات لوم واستغراب....
وبعضهم بشماتة مع إني لم أؤذي احد...وطوال عمري كنت راضية ....
فزعت....
وشعرت أن هناك شيء عظيما يجب علي أن أرضى به...
لا....لا أريد أن اعرفه..
لذلك لم أسال أي أحد ورحت أتمنى ألا يقال لي شيئا...ثم سمعت أخي يقول لامي
-يجب أن تعرف اليوم....سيحضرونه غدا
-لاحول ولا قوة الا بالله
قالت أمي...فأغمضت عيني وانتظرت لأسمع أخي يقول
-لقد مات زوجك...قتل في بيت ساقطة ...وعرف بذلك كل طاقم السفينة التي يعمل بها...وغدا سيحضرونه إلى الجزيرة...
لا أستطيع أن أصف ما حصل بي...شيئ غريب اجتاحني..أخذ يمشي في شراييني مع دمي..
بقيت جامدة في مكاني لعدة ثوان ثم دخلت غرفتي.....وأنا لا أفهم ماذاك الذي يعبر جسدي...
أهو حزنا....لا لست حزينة...
أهو فرحا...من المؤكد أني لست سعيدة...
أهو إحساسا بالخيانة...لا فأنا اعرف أنه يخونني منذ أول يوم عرفته..
أهو إحساسا بالخيبة...وهل عرفت الإحساس بالنجاح لأعرف الإحساس بالخيبة...
كان شيئا جديدا....
نعم..
كان إحساسا بالتفاهة..
أخيرا أيقنت أن عالمي كله تافه...وأنني أحيا بتفاهة منذ أول لحظة في حياتي...
رحت أستعيد مراحل عمري كلها...و أشعر بالتفاهة تغمر كل مرحلة فيها...
منذ طفولتي وصولا إلى النظرات التي أخذت الناس ترشقني بها في الفترة الأخيرة...
حتى أولئك الناس تافهون ....ونظراتهم لي في قمة التفاهة...
في اليوم التالي ...
كان البيت يمتلئ بالناس التي ترمقني بنظرات جديدة الآن...كنت اشعر أنهم تماثيل خشبية رسمت معالم الحزن على وجوهها بألوان كاذبة.... شفافة... تظهر حقيقة ما يكنونه تحتها لذلك المقتول في بيت للدعارة...
كانت أمه تنوح بصوت عالي و تبكي بحرقة...لكنها لم تهز مشاعري قيد أنملة..
ونواحها الحزين لم يصل أذني فكيف يصل إلى قلبي...
وأخواته يندبن ويلطمن خدودهن...شعرت أنهم ممثلات و ممثلات سيئات أيضا..
أما أنا فكنت صامتة.....انظر إلى ذلك الجثمان المسجى أمامي ببرود شديد....
جثمان من كان زوجي...ولا أ ستطيع أن أبكي...مع أنني كنت سريعة البكاء أمام الموت...
لكن حتى الموت أصبح تافها أمامي..
سحبتني أمي على عجل وقالت لي بعتاب ولوم شديدين
يجب أن تحزني!!! و تبكي !!
أليس زوجك؟؟...
مهما حصل يجب أن تحزني...ويجب أن تبكي...
وترضي...
أمي محقة...يجب أن أرضى...
لكن بعد كل هذا....ألست راضية؟
ألست راضية؟؟؟!!!
القراءة / عايده بدر
الفاضل
محمد عسيلى
و صباحك خيرو لا أستطيع أن أبكى
نص يعتمد الواقع المرير لما تعيشه المرأة ليست العربية فقط فهذا حال المرأة الشرقية
أستاذى الفاضل لم تبالغ فى حرف مما خطته يمينك هنا ،، وصفت و ووصفت و أجدت السرد
هى نفسها المرأة المقهورة فى كل مكان ،، تحيا كما أريد لها الحياة و ليس لإرادتها أى حساب
مجبرة على فعل واحد حتى أصبحت هى إسما لفعل واجب عليها اتباعه.
لاحظت هنا بعض أمور استوضحها منك اذا اذنت لي:
الاحداث تدور فى جزيرة و هذا أمر استغربه قليلا ،، لما لم تجعل الاحداث تدور فى قرية ساحلية مثلا تتناسب و صورة المجتمع الذى قدمته ، حيث يعمل الزوج على متن احدى السفن .
المرأة هنا جردت من كل شيىء : احساسها بالحياة ، فخرها كونها أنثى، تعليمها ، حتى حقها فى الموافقة أو الرفض لمن ستتزوجه .
لفت نظرى هذا الحوار الذى دار بين الفتاة و أمها و اعتقد هنا انه كان يجب ان يحدث العكس
فالحوار كان يجب ان يكون بين الفتاة و أبيها و طلب المساعدة يكون من الأم و ليس من الاب و الأخ
لأنه فى هكذا مجتمع السلطة العليا تكون فى يد الأب و من بعده الاخ و الام دورها هامشى أو لا دور لها ان شئت الحقيقة فى اتخاذ القرار .. و الفتاة هنا تطلب المساعدة بعد صدور هذا القرار الظالم فلا تجد من يساعدها ،، لذا اعتقد ان الحوار كان يجب ان يتم بين الأب و إبنته و طلب المساعدة يكون من الأم التى لا تملك شيئا فيزداد الأمر تعقيدا بتدخل الأخ و يحدث ما أردت أن تشير إليه و لم تصرح به الفتاة من سوء عاقبة نالتها نتيجة إحتجاج لم يدم طويلا .
"-إنه قبيح جدا يا أمي
-وهل الرجل بشكله...انه قدرك ويجب أن ترضي
هكذا أجابتني أمي في أكثر أمر تأثيرا في حياتي...أما محاولتي لطلب المساعدة من أبي أو أخي فدعوني لا أذكر ما حصل وأرضى..."
نأتى الى النهاية حيث جسد الزوج مسجى أمامها و لا أى ردة فعل من تجاهها ،، أعتقد أن من يكون فى حالتها لن يشعر بالتفاهة أخى بل سيشعر بالإشمئزاز من هذا الجسد المدنس و من هؤلاء الممثليين الفاشليين فى تأدية دور الثكالى و هو دور تعودوا القيام به و لا شك كلما حان موقف مشابه فيرتدون الحزن و يؤدون دورهم و يخلعونه حين العودة الى بيوتهم .
ما يعنينى هنا أن المرأة أدركت أخيرا كم هى بائسة لتحيا هكذا حياة ,, و كم هو قاس هذا العالم الذى يحكم عليها بالموت حية لكونها فتاة ,, و كم من قيود كبلت قدميها لأنها أنثى.
ماذا ستفعل المرأة حيال كل ذلك ؟؟ هل ستكتفى بمعرفة حقيقة أمرها ؟؟ هل ستتحرك لتغيير الواقع الأليم ؟؟ أعتقد فى مجتمع كما قدمته أخى ستكون المرأة ضحية لزوج جديد فالأب لن يرضى عن وجود مطلقة و لا أرملة فى بيته فسيسارع بتزويجها من أحدهم لتبدأ سلسلة جديدة من الألم و الشقاء .
الفاضل
محمد عسيلى
أخذتنا و أبحرنا معك فى مشاهد قصتك الرائعة رغم الألم
أسلوبك السردى جيد جدا و تتابع الأحداث سريعا
لم يدع فرصة لتسرب الملل .
حتى و ان كانت الفكرة قد عبر عنها من قبل
ففى نظرى كل تناول جديد لنفس الفكرة
يجعل منها فكرة جديدة .
أشكرك أستاذى
و أرجو ألا يضيق صدرك لملاحظاتى
هى مجرد إستفسارات او قل قراءة بصوت عال معك
أما عن قصتك فهى رائعة بحق
و كونك أنت الرجل من تشعر بألم المرأة و تعبر عنه بهذا الشكل
فيجب أن أقدم لك شكرى مضاعف و كثير من تحاياى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق