فرااااااغ

فرااااااغ

الأربعاء، 12 فبراير 2014

قراءة في نص " يوم عادي جدا " / بارقة أبو الشون / عايده بدر






يوم عادي جدا
رغم ثقله لأني أحس أن التنفس أصبح صعب جدا أثقلني حمل يزداد ,بل يكاد يسد أنفاسي ويشل حركتي حيث لايمكنني التقدم خطوة ولا النوم ولاحتى التقلب كما أريد والى أي جهة.

ما الذي يجري أي نبض ثان امتزج بين ثنايا صدري لالا انه في كل دمي حيث يسرح ويجول في شرياني القادم إلى القلب لا اصدق أني سوف احمل إلى هذا العالم وليداً
كيف سيكون وكيف وأنى التقيه؟؟
لم تستمر التساؤلات كثيرا فقد كانت الآلام تحيط بجسدي ولا أعرف للهدوء وقتاً لم أتعود أن أشكو أمام الآخرين ولا أستطيع الصراخ ,لا أريد أن اذكر التسعة أشهر
,وكم عانيت فلا اعتقد اني قادرة على سرد عذاباتي وليس هناك أيضا من يستطيع تحسس ذلك ,فلم تكن إلا أيام لمخاض متواصل العناء حيث ليس عليّ سوى تقبل ازدياد الألم وتحمله لا أعرف لماذا يعتبره الجميع مسالة طبيعية .
ولماذا تستغرب أمي ..وتضيف وبعد سوف تتحملين وتزدادي ثقلا وتأتي أيام لاتنامي وصبح لاتعرفي فيه الراحة وحدث الأكثر مما قالت وتذكرت وبعد وبعد...
ما أكثر عناد المرأة وهي تتحمل هذا ..والجميع يعتبره (واجبا ........)
-وهل تنوين أن تغيري قانون الأرض والسماء قالت أمي وان قلت لالالالالالالا ما لذي سوف أغيره؟؟؟ وأنا من ليلة أمس مهددة بانتظار مشرط الطبيب وقرار العائلة.. أي عيون هذه التي تمر بهم جميعا وهي تخفي الكثير..
ولا اعرف ما إذا كنت أريدهم قربي أم لا اريد احداً فالألم وحده يحيط بي ويصلبني على مقصلته انتظار الفجيعة أم الاستمرار كيف يقولون انه سيزول بل سيكون بحجم العمر كله هذا إذا بقى في العمر هنيهة فموج الموت يلاطم اللحظات القادمة حيث أكد الطبيب فلا مفر إما الطفل إما إلام وربما الاثنين ..
أي حمل أنوء به دون خيار لي فيه ولا ... كأني قبلت أن ارتطم بجدار ...
وهل يطول ..
السقف هو أيضا يستند على رئتي وصدري ويسد الأفق حيث يضغط من حولي وعلبة الأوكسجين تنبت فوق انفي كي تسد الهواء الأرضي والغثيان ا لذي افقدني التوازن طيلة الأشهر الماضية .
لم اعد اكترث له فما عندي الآن أصعب بكثير فانا التمس الحياة لجنين لم تدب فيه الرؤية سوى خفقة مني إليه والى العالم الأكبر أنى لي الترقب وصوت قلبي والموت يحدق بنا نحن الاثنين ..
أحاط بي الكادر الطبي بعد القرار الأخير لإجراء عميلة قيصرية وتأكدوا من عدمية الانتظار حيث ازداد الخطر واقتربت آفة الموت من شرفاتي وهذا الكائن الذي يتربع في أحشائي دون أن ألامس وجوده ربما لايتسنى لي أن أحادثه دعني إذن أودع العالم ...
قطعت أنفاسي بكمامة الأوكسجين والاسئلة المعتادة لا استطيع الرد عليها حيث ملأت أفكاري بدوامة الحياة والتسرب منها بهذه الطريقة لم تكن مهيبة كما تليق بمن سوف تعطي كائنا جديداً يحبو ويصدح ..
كيف استسلمت هذه المرة لمشرط الحياة وكيف قبلت أن يسند جسدي دون كفن إلى مقبرة القلق والى دخولي حومة المخاض الكبير,
كنت فراشة لوحدي بين أروقة الحلم لم اعد أعي ما يدور بي فقط أحسست أني الهث إلى دائرة مغلقة تطوف بي عالماً أزق غامقاُ وعيناي ليست رهن طوعي إلى أين تهاجر روحي متعبة الظل والجسد ذلك الذي يضعونه على أروقة السكين لم اعد التمسه ولا اعرف عنه شيئا سوى أني غير قادرة على أن اقلب آلامي يسرة َويمنة غير آبهة بدورة زمنية لان الهالات بدأت تزداد بي إسراعا نحو ضبابية المنحى الأمامي الغارق في السعي إلى مالا اعرف كنت أريد أن أتمتم بكلمات ..
لا اعتقد أني قادرة عليه بل يكاد الحس يفقدني روحا كطائر انا تعذبه ريح قوية وتعصف بجسده الملقى على ضفاف البحر الهائج ليأخذه إلى ضفة أخرى.
...
بدأت اسمع بعض الكلمات وأدرك من يتحاور معي دون أن استطيع أن افتح عيني لمشاهدتهم بل وأردت أن أقول حرفًا لكن اكتشفت أني غير قادرة على النطق وروحي في عراك مستميت للعودة مرة أخرى لضفة الحياة والألم يقتادني إليهم مرة أخرى دون أن أعرف مكانه حيث سكن الجسد كله أهلا اعرف كيف يمكن أن ارجع إلى غيبوبتي ثانية مبروووووك قالت عمتي واذرفت وصوت البكاء يهد يقظتي وأنا في السقف معلقة الروح وانظر إلى الكادر الطبي وهم يتلمسون بقايا صحوتي.


-افاقت
حالوا محادثتها
كانت في غاية الخطورة
- يالهي كادت تموت قالت امي
لااستطيع التحمل
اعطوني جرعة تخدير لااقوى على الالم,
-حاضر
- لكن ليس الان
لاتعطوها ماء الان
ابنتي :
هذا وليدك انظري اليه
لااعرف كيف تريد مني ان ازهو وانا بهذه الحالة
غريب فهم لايكترثون لجثتي الممدة ويحتفلون به
وعلي ان ارضعة ودمي تناثره اعوام
الانتظار
...


..
انا ولدتك اذ ,فكيف اكون سبيتك قل لي لو لو تعرف
....

كيف أكون سبيتك؟؟


(من حقيبة أمراة)
 
بارقة أبو الشون
 
******
القراءة / عايده بدر
 
 

كيف أكون سبيتك ؟
منذ العنوان و قد يبدو لوهلة أولى أن النص يأخذنا حيث قصة بين محبين
لكن بتتبع السرد المشوق و الذي امتلأ بتفاصيل لكنها ليست
تلك التي ترهق قارئها بل تأخذه أكثر حيث تريد أديبتنا أن نتحلق حولها
لا نشاهد فقط بل نشارك فلهاثنا يبدو في زفرة أنفاسنا و ترقبنا لما
سيؤول إليه الأمر و وجع يملأ قلوبنا مع زفرة السؤال الموجع نكد نسمع
رنينه في أذاننا
بارقة الرائعة
حرفك الذي أعلم جيدا منبته الشجي غمرته لهفة الفرات
ليجري في عذوبة فائقة مكتسحة كل أرض الانتظار
لنصل معه لمصبه دون أن نفقد عذوبته
محبتي دائمة و كل تقديري لبديع حرفك
عايده
 
 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق