فرااااااغ

فرااااااغ

الأربعاء، 13 مايو 2020

قراءة في نص (حاضنة) للمبدع جمال عمران / عايده بدر






قراءة في نص (حاضنة) للمبدع جمال عمران / عايده بدر




أتت أمها ليلاً، جثت تحت قدميها باكية ، ضمتها الأخيرة فى عتاب وحنو ، إختلطت دموعهما ..
من خلال دموعها قالت الأم ،: لارحم الله أباك ، لولا إنصرافه عنا ماكان هذا حالنا، وماكان أغناك عن حمل ماليس منك لتحتضنيه لغيرك لقاء حفنة دنانير ..!!

جمال عمران




**************


(أتت أمها ليلاً، جثت تحت قدميها باكية ، ضمتها الأخيرة فى عتاب وحنو ، إختلطت دموعهما )
يبدأ النص بوصف الحالة لأم باكية تجثو تحت قدمي ابنتها والبكاء يحمل مرار العتاب على فعل قامت به الابنة لم ترضى عنه الأم .. واختلاط البكاء بين بكاء الام المعاتب وبكاء الابنة النادمة .


(من خلال دموعها قالت الأم ،: لارحم الله أباك ، لولا إنصرافه عنا ماكان هذا حالنا، )
وحتى تكتمل لنا صورة هذه الأسرة فقد تخلى الأب عن دوره ومسؤوليته تجاه أسرته (زوجته وابنته).. أنانية الأب وانصرافه عنهما حولت حياتهما إلى جحيم

(..وماكان أغناك عن حمل ماليس منك لتحتضنيه لغيرك لقاء حفنة دنانير)
إن هذا التصرف غير المسؤول من جهة الأب وتخليه عن دوره.. دفع بابنته نحو البحث عن مصدر يعيناهما على قسوة الحياة ومتطلباتها ولو كان حاضراً لحمل هو المسؤولية وأغنى ابنته عن القيام بما لم تتصوره الأم

(حمل ماليس منك لتحتضنيه لغيرك لقاء حفنة دنانير)
إذاً ما الشيء الذي قامت الابنة بفعله فجعل أمها تبدو بهذا الأألم والوجع؟! وعبارتها هذه تفتح أبواب التأويل فهل حملت الابنة شيئاً غير قانوني .. أو قامت بتمرير شيئاً مخالفاً كان من الممكن أن يتسبب في كارثة لها؟!

علينا أن نتذكر بضعة أشياء هنا أولها أن النص لم يذكر المكان الذي أتت إليه الأم لتحاور ابنتها.. وأنها أتت ليلاً حتى لا يشاهدها أحد وأن الابنة ربما لا تستطيع الحركة لأن الأم هي من حضرت إليها وجثت عند قدميها وهذا يؤكد عدم إمكانية أن تتحرك الابنة وأن الأم حضرت إليها خلسة أو تحت ستار الليل بعيدا عن العيون

إن ما فعلته الابنة إنها حملت ما ليس منها (تحتضنه) لغيرها مقابل المال.. إذا ربطنا العنوان(حاضنة) بالفعل الذي قامت به الابنة(تحتضنه) لوصلنا إلى أنها قامت ببيع رحمها ليحتضن طفل ليس منها (رحم بديل) مقابل المال ومن هنا كان استنكار الأم الشديد .

التعبير بكلمة (دنانير) ربما قصد بها عملة محددة من المال قد تشير إلى قيمة مالية عالية جدا تصرف للابنة الحاضنة .. وكان يمكن التعبير بعبارة(حفنة من المال) لو كان مقصد السارد هو المال بصفة عامة.

لعل (من خلال دموعها قالت الأم) اعتقد أنها فائضة عن حاجة التكثيف هنا.. وحذفها لن يؤثر على وعينا بحديث الأم لابنتها.. خاصة وقد سبق ذكر الدموع قبلها مباشرة.. كذلك علامات التعجب في نهاية السطر الأخير.. فالتعجب قائم بدون الحاجة لعلامته
تختتم القصة بهذه القفلة المتوهجة والمحيرة التي تجعلنا ندور حولها بحثاً عن فك شيفرتها


كل التقدير
عايده

1-3-2020










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق