فرااااااغ

فرااااااغ

الأربعاء، 13 مايو 2020

قراءة في نص حكاية بيضة للمبدعة لبنى علي / عايده بدر



قراءة في نص حكاية بيضة للمبدعة لبنى علي / عايده بدر

حكاية بيضة
بيضةٌ تربعتْ في داخل عش
خطفها نسرٌ
وأمست مخالبه لها نعش
فغابت
وغابت
وفي أحداق الغيم نامتْ
وإذا بها مستقرةٌ وذات العُش
!
لبنى علي

**************

كانت آمنة في العش متربعة على عرشه.. لكن تبدلت الأحوال فإذا بمخالب النسر الذي خطفها وقد أمست لها نعشاً
غيبها هذا النعش طويلاً .. لكنها فاجأتنا أنها نامت في أحداق الغيم وإذا بها تستقر في نفس العش.

هناك فضاء غير مبرر بين غيابها الطويل وبين نومها في أحداق الغيم .. هذا الفضاء قفز فوقه النص بلا تمهيد فكأن النص انقسم لجزئين الرابط بينهما غير واضح.. فيصبح النص :
(بيضةٌ تربعتْ في داخل عش
خطفها نسرٌ
وأمست مخالبه لها نعش
فغابت
وغابت)

(وفي أحداق الغيم نامتْ
وإذا بها مستقرةٌ وذات العُش )

إن اختيار طائر جارح قوي وشرس كالنسر لا يعطي معنى الأمان الذي يجعلها تنام وتستقر بين الغيم،.. خاصة وأن المشهد صوّر مخالبه وقد أصبحت نعشاً أي هو الموت
لكن هذا يخالف النصف الثاني من النص الذي أعادها إلى ذات العش وقد استقرت فيه ونامت بين الغيوم.
فهل هو حلم مزعج انتابها وانتهى بإفاقتها وتجد نفسها في ذات العش مستقرة أو هي الغيبوبة التي أطالت غيابها عن واقع قلب حياتها رأساً على عقب وبدّل أحوالها ولما أفاقت بعد غياب طويل فوجدت حياتها وقد عادت إلى وقت الأمان والاستقرار... لا نعلم لكننا نحاول ربط جزئي النص كما نراه

عنوان النص (حكاية بيضة) ولا نعلم هل قصدت مبدعتنا هنا إلى تصنيف نصها بالحكاية من خلال اختيارها هذا العنوان أو هو محض صدفة .. أتصور أن النص -وهذه وجهة نظر شخصية- كان يبدأ بـ ( يحكى أن) لأن هذه الجملة الإفتتاحية تهيئ ذهنية القارىء للحكاية التي من المفترض أن يسردها النص
لكن طغيان اللغة الشعرية من جهة وغياب أهم أسس الومضة القصصية من التكثيف والابتعاد عن المباشرة والمباغتة التي تمنحنا قفلة متوهجة تحرك ذهنية القارىء وخياله .. إن هذا التأرجح بين سرد مطلوب لم يكتمل وشعرية لم تكن الهدف لكنها طغت بلغتها وحضورها جعل الومضة تنحاز باتجاه الومضة الشعرية أكثر

هذا لا ينقص من قيمة النص الجمالية في شيء لكن ربما وهذه أيضا وجهة نظر شخصية لو تتم إعادة كتابة النص مع تفادي النقاط المذكورة لخرج لنا بثوب السرد القصصي الخالص.

كل التقدير
عايده بدر
1-3-2020



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق