فرااااااغ

فرااااااغ

الاثنين، 12 أغسطس 2013

قراءة في قصة "جذوة" /عايده بدر/ مجدي محمود جعفر

 
 
جذوة
اختلط نشيج بأنين يبكي حرقة الانتظار و يبتلع مرارة الأيام و استحالات النوم الدائمة على الأبدان المرهقة ... اغتراب هو ما يجمعهما ... دموع حيرى أي أرض تسقي حتى لا تموت أشجار الصبر بينهما ألا يكفي أن جهنمية الصمت تسلقت جدران الحب ..
حينما استجمعت نفسها التائهة في دروب الألم كان القرار عادلا برأيها فلابد و أن يشاركها ما تموج به خلجات روحها المهترئة ... على ورقة كبياض روحها الصبور كانت الدموع تسابق الحروف أيهما يهطل أولا ليملأ المكان ...

هل تخبره عن قسوة ابتعاده ؟ أم عن ألم الهزائم المتكررة لها أمام الوقت و هي تنتظره دون جدوى
...هل تذكره أن الفراغ يراود روحها المتعطشة إلي نسائم عشقه التي تبخرت... و أنها اشتاقته كثيرا ... أم تكتفي بتمني رجوعه إليها قريبا ؟ حينما أدركها التعب تركت أوراقها و دموعها و التفتت لتطفىء الأنوار ... ابتسمت في مرارة له و أحكمت عليه الغطاء بجانبها !

عايده


القراءة للأديب / مجدي جعفر
ربما ايحاء العنوان يذهب بنا بعيدا ، ف " جذوة " الحب سرعان ماخمدت، وكانت الكاتبة موفقة في اختيار العنوان " جذوة " فالحب اشتعل بينهما يوما مثل النيران وكما تخمد النيران إذا لم تجد الوقود يخمد الحب أيضا إذا لم نتعهده بالري والرعاية والكاتبة لاتذكر لنا سبب فتور الحب ولا تصرح به ولكنها تذكر الآثار السيئة لهذا الفتور على روح البطلة فتصحرت وعلى نفسها فتمزقت، وترك هذا غربة داخلية والتي خلفت صراعا حادا داخل بطلة النص ولم تحتمل الصمت فحاولت أن تعالج شروخ الروح بالكتابة ، والكتابة هي أحد الحلول السحرية لأزمة البطلة وفيها الخلاص من الأزمات النفسية الخانقة ، والكاتبة جعلت من لغة الصمت بين الزوجين لغة موحية ومعبرة وتجعل الصمت معبرا أكثر من أي عبارة وموحيا ، فهل الزوج صار عاجزا مثلا ؟ وهذا العجز هو الذي خلف هذه الأثار المدمرة على النفس وعلى الروح - أم أن الزوج أشتعل قلبه وجسده وروحه في مكان آخر وعند امرأة اخرى وانطفأ هنا وهو ما خلف الحسرة والمعاناة والمكابدة ، الكاتبة لاتذكر سببا واضحا ومحددا وتركت لخيال القراء ولتجاربهم الحياتية وثقافتهم البحث عن السبب أو الأسباب واهتمت هي بالرصد الداخلي للحالة وتقديم معاناتها وأزماتها ، القصة تقول الكثير وتشي بالكثير وهذا من أسرار وجمال هذا الفن المراوغ الذي لايقبض عليه إلا قلة من الموهوبين وأحسب ان كاتبتنا واحدة من هؤلاء.
سعيد بقراءة هذه القصة ومزيدا للكاتبة من الألق الابداعي الجميل والله الموفق .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق